توقّع عدد من شركات الأسماك ارتفاع الأسعار بالسوق المحلية، خلال الفترة المقبلة، بنسبة تتراوح بين 25 و%30 نتيجة استمرار زيادات أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى خروج بعض المربّين من نشاط الاستزراع السمكى بمحافظتى دمياط وبورسعيد.
وأكدت تلك الشركات ارتفاع إقبال المواطنين على شراء الأسماك بالسوق المحلية رغم ارتفاع أسعارها مؤخرًا، نتيجة تنوعها بأحجام صغيرة ومتوسطة مما يعطى الفرصة لمحدودى ومتوسطى الدخل لشرائها بأسعار منخفضة. مقارنة بالبروتين الحيوانى والداجنى.
وطالبت بدعمها عبر توفير مستلزمات النشاط من المواد الخام وخفض أسعار الأعلاف، فضلًا عن إعادة تجديد العقود لمساحة 8 آلاف فدان فى منطقة جنوب الدولى على طريق بورسعيد دمياط.
الرودي: «الطوبار» قد يصل إلى 100 جنيه و«البلطي» 80 للكيلو
بدايةً، قال صلاح الرودى، رئيس مجلس إدارة شركة «الديبة» للثروة السمكية، إن إقبال المواطنين على شراء الأسماك حاليًّا يعود إلى أنها الأقل سعرًا، مقارنة بالدواجن واللحوم، لافتًا إلى أن سعر كيلو «الطوبار» بلغ 70 جنيهًا، ويضم أكثر من 7 أنواع أسماك، مقارنة بأسعار الدواجن التى تخطّت 80 جنيهًا للكيلو، و230 جنيهًا للحوم.
وأضاف الرودى أنه فى حال استقرار الأعلاف على سعرها المرتفع حاليًّا، أو ارتفاعها مجددًا، الأيام المقبلة، سترتفع بالتبعية أسعار الأسماك بنسبة 25 إلى %30 خاصة أن الأعلاف هى المكون الغذائى الرئيسى فى زراعة الأسماك.
وأشار إلى أن هناك قرارات مؤخرًا بمنع اصطياد زريعة الأسماك التى يتم وضعها فى المزارع لحين الوصول إلى أحجام معينة لطرحها للمستهلك فى الأسواق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسماك نتيجة عدم توافر الزريعة بكميات كبيرة للمزارعين.
وتابع أن التطورات الأخيرة التى شهدتها بحيرة المنزلة أدت إلى عدم توافر أسماك «الشر» التى تتغذى عليها أسماك «الدنيس واللود والقاروص»، إذ أصبح سعر العبوة وزن 25 كيلو 210 جنيهات، مقابل 80 جنيهًا، مما رفع أسعار الأسماك.
وتوقّع الرودى ارتفاع أسعار «الطوبار» إلى 100 جنيه، مقابل 70 حاليًّا، والبلطى من 60 إلى 80 جنيهًا بسبب استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توافرها بكميات كبيرة، بالإضافة إلى عدم السماح للمزارعين باصطياد الزريعة لوضعها داخل المزارع وزيادة المعروض للمستهلكين بالأسواق.
ويُعدّ الاستزراع السمكى وسيلة فعالة وسريعة لزيادة الإنتاج القومى منه، ومن ثم زيادة متوسط نصيب الفرد من البروتين الحيوانى والحد من الفجوة الغذائية السمكية، مقارنة مع مصادر البروتين الأخرى من اللحوم الحمراء.
فى السياق نفسه قال سيد حامد، رئيس شركة «جولدن أكو» للثروة السمكية، إن ارتفاع أسعار الأسماك ناتج عن زيادة أسعار الأعلاف وعدم توافرها ووجود كميات كبيرة منها بالموانئ حتى الآن مع صعوبة توفير العملة الصعبة.
وأضاف حامد، لـ«المال»، أن هناك إقبالًا كثيفًا على الأسماك بالأسواق المحلية، مقارنة باللحوم والدواجن، بنسبة تجاوزت الـ%30 نتيجة تنوعها بأحجام صغيرة ومتوسطة، وبأسعار أقل من اللحوم والدواجن.
وتوقّع ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة من 25 إلى %30 ليصل سعر كيلو «اللوت» إلى 100 جنيه، مقابل 90 جنيهًا، الفترة الحالية، و«الدنيس والقاروص» إلى 220 جنيهًا، مقابل 190 للكيلو.
وأرجع الزيادة إلى عدم توافر الأعلاف بالكميات المطلوبة للمزارعين، وارتفاع سعرها بصفة مستمرة وعدم استقراره.
وأكد حامد أن عبوة الأعلاف الخاصة بالتغذية الطبيعية لصغار الأسماك وزن 25 كيلوجرامًا بلغ سعرها 250 جنيهًا مقابل 120، بزيادة قدرها %100 كما أن الأعلاف الجافة ارتفع سعرها من 21 ألف جنيه إلى 31 ألفًا، بزيادة قدرها %35
وطالب حامد بدعم استيراد المواد الخام للأعلاف المتضمنة بودرة وزيت الأسماك، بالإضافة لتجديد عقود المزارعين لمساحة 8 آلاف فدان بمنطقة جنوب الدولى على طريق بورسعيد دمياط، فضلًا عن توفير الاقتراض بفوائد مخفضة.
ولفت إلى أنه فى حال توافر تلك المطالب سيعود المزارعون مرة أخرى لنشاط الاستزراع السمكى وتصديرها للسوق الأوروبية، خاصة أن الأسماك المصرية تحظى بإقبال كبير فى الأسواق الخارجية.
جدير بالذكر أن مصر تحتل مكانة كبيرة بالمنطقة فى مجال الاستزراع السمكى، إذ تتصدر المرتبة الأولى بين دول أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط، والعاشرة عالميًّا بكمية قدرها حوالى 1.8 مليون طن.
مجاهد: %50 عجزا فى حصيلة بحيرة المنزلة بعد التطوير
وأكد معتمد مجاهد الشهاوى، رئيس شركة «دراهم» للثروة السمكية فى بورسعيد، أن هناك تراجعًا ملحوظًا فى إنتاج بحيرة المنزلة من الأسماك بنسبة %50 بعد إخلاء البحيرة من «السدد» الخاصة بالصيادين بعد التطورات الأخيرة التى أجرتها الدولة.
وأضاف معتمد أن «سدد» الصيادين فى بحيرة المنزلة كانت تنتج سنويًّا من شهر نوفمبر إلى فبراير كميات كبيرة من الأسماك يتم توزيعها على الأسواق بمحافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد والشرقية والقاهرة؛ لتلبية احتياجات المحافظات من الأسماك اللازمة، وهذا لم يعد متوفرًا بعد التطوير.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأسماك متعلق بزيادة أسعار الأعلاف أو استقرارها على سعرها الحالى، متوقعًا وصول سعر كيلو الجمبرى إلى 190 جنيهًا، مقابل 150، بزيادة قدرها حوالى %25 على حسب توافر الأعلاف المطلوبة للمزارع.
ونوه بأن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى تراجع عدد المزارعين بمحافظتى بورسعيد ودمياط بنسبة من 40 إلى %50 مؤكدًا أنه فى حال توفير الأعلاف بالأسعار المناسبة للمزارعين سيعودون لزراعة الأسماك مرة أخرى.
وطالب معتمد الدولة بتوفير كميات كبيرة من الأعلاف للمزارع السمكية فى مصر، بالإضافة لإعادة فتح عقود الإيجارات لبعض المزارع فى محافظتى بورسعيد ودمياط، فضلًا عن توفير الدعم للكهرباء بالمزارع السمكية.
يشار إلى أن المزارع السمكية فى مصر تستحوذ على نصيب الأسد من الإنتاج السمكى بنسبة %79.7 تليها البحيرات بنحو %10.8.
ويتم إنتاج الأسماك من المياه البحرية بنسبة %4.9 وفى المياه العذبة بـ%3.8 وفى حقول الأرز بنحو %0.8 من إجمالى الإنتاج، وفقًا لبيان صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
