توقعات باستعادة %95 من حركة السياحة الدولية لما قبل «كورونا» .. خلال 2023

أصدرت منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا لها عن توقعاتها لمعدلات الحركة السياحية الدولية خلال عام 2023، وأبرز نتائج القطاع

Ad

أصدرت منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا لها عن توقعاتها لمعدلات الحركة السياحية الدولية خلال عام 2023، وأبرز نتائج القطاع فى العام الماضى.

وأفاد التقرير -والذى حصلت «المال» على نسخة منه- أن هناك نموًا متوقعًا فى حركة السياحة الدولية بنسب من 80 إلى %95 من مستويات عام 2019، ليتراوح عدد السائحين الدوليين من 1.2 مليار سائح إلى 1.4 مليار.

وتتوقع المنظمة أن يصل حجم الحركة السياحية الوافدة إلى منطقتى أوروبا والشرق الأوسط لمستويات عام 2019 (ما قبل الجائحة) فى العام الحالى.

ولفت التقرير إلى أنه من المرجح استمرار الانتعاش فى حركة السياحة الدولية طوال عام 2023، حتى فى الوقت الذى يواجه فيه القطاع تحديات اقتصادية وصحية.

وأشار إلى أن استمرار الحرب فى أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، فضلًا عن التحديات الصحية المتعلقة بـ COVID-19 يمثل أيضًا مخاطر سلبية، من الممكن أن يؤثر على تعافى السياحة فى الأشهر المقبلة.

تفاؤل حذر فى الفترة من يناير إلى أبريل المقبل

ويُظهر أحدث مؤشر ثقة لمنظمة السياحة العالمية، تفاؤلًا حذرًا خلال الفترة من يناير إلى أبريل المقبلين، بنسب أعلى من نفس الفترة عام 2022، ويدعم هذا التفاؤل الانفتاح فى آسيا ومعدلات الإنفاق القوية من أسواق مصادر السياحة التقليدية والناشئة فرنسا وألمانيا، كما سجلت كل من إيطاليا وقطر والهند والمملكة العربية السعودية نتائج قوية.

واعتبر التقرير رفع قيود السفر المتعلقة بـCOVID-19 مؤخرًا فى الصين -وهى أكبر سوق صدرت حركة سياحية للخارج فى العالم خلال عام -2019 خطوة هامة لتعافى القطاع فى آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره.

الحركة السياحية فى 2022

وقال التقرير إن السياحة الدولية شهدت نتائج أقوى مما كان متوقعًا فى عام 2022، مرجعًا ذلك إلى الطلب الكبير المكبوت على السفر بعد فترة الإغلاق نتيجة جائحة كورونا، إضافة إلى رفع أو تخفيف قيود السفر فى عدد كبير من البلدان.

السفر ارتفع فى 2022 بنسبة %63 عن معدلات 2019

وأضاف أن حركة السياحة الدولية فى 2022 استعادت بنسبة 63% من مستويات ما قبل الجائحة، وكانت منطقة أوروبا والشرق الأسط فى مقدمة التعافي.

عدد الوافدين الدوليين وصل لأكثر من 900 مليون العام الماضي

وتابع أن عدد السائحين الدوليين وصل لأكثر من 900 مليون سائح فى العام الماضى بنسبة نمو %102 عن العام السابق له 2021، ورغم ذلك لا يزال أقل بنسبة %37 عن مستويات عام 2019 (ما قبل الجائحة).

وذكر التقرير أن كل المناطق حول العالم سجلت زيادات ملحوظة فى أعداد السائحين الدوليين خلال العام الماضي.

وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتعت بأقوى زيادة نسبية عبر المناطق، إذ بلغ عدد السائحين الوافدين إليها نحو 60.3 مليون، وهو ما يعنى استعادتها لـ%83 من أعداد ما قبل الجائحة (وبانخفاض %17 فقط عن عام 2019).

فيما بلغ عدد السائحين الدوليين إلى منطقة أوروبا نحو 585 مليون سائح، لتصل إلى ما يقرب من %80 من مستويات ما قبل الجائحة (بانخفاض %21 فقط عن عام 2019).

وعن منطقتى أفريقيا والأمريكتين، فقد استعادتا نسبة %65 من أعداد ما قبل الوباء، إذ وصل عدد السائحين الذين زاروا أفريقيا نحو 45 مليون سائح، بينما الزوار إلى منطقة الأمريكتين لنحو 142.4 مليون سائح دولى.

ولفت إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت فى ذيل القائمة، إذ بلغ عدد السائحين الدوليين نحو 84.4 مليون، أى %23 فقط مما قبل الجائحة، بسبب تفشى الوباء مرة أخرى، والقيود ذات الصلة التى بدأت إزالتها فقط خلال الأشهر الأخيرة.

وأوضح التقرير أن منطقة أوروبا الغربية اقتربت من أرقام 2019، إذ وصلت حركة السياحة بها إلى نسبة %87 من مستويات ما قبل الجائحة، كما أن منطقة البحر الكاريبى وصلت إلى نسبة %84 من مستويات 2019.

الدول العربية

وأبرز التقرير أعداد السائحين الوافدين إلى بعض الدول العربية، ومنها السعودية، بواقع 18 مليونًا، تليها الإمارات بنحو 14.8 مليون، والمغرب 11 مليونا، بينما وصل إلى لبنان 8.5 مليون سائح.

ووصل عدد السائحين إلى تونس حوالى 5.7 مليون، بينما شهدت مصر توافد نحو 5.2 مليون، يليها البحرين بواقع 4.3 مليون، ثم الأردن 3.5 مليون، وقطر بنحو 2.9 مليون، وأخيرًا سلطنة عمان بنحو 2.3 مليون سائح.

عائدات السياحة

وعن عائدات السياحة الدولية، أفاد التقرير بأنه تم تسجيل زيادات ملحوظة عبر معظم الوجهات، وفى عدة حالات ارتفعت الإيرادات بنسب أعلى من نموها فى عدد السائحين الوافدين.

وأرجع التقرير تلك الزيادة إلى الارتفاع فى متوسط الإنفاق لكل رحلة، بسبب فترات الإقامة الطويلة، واستعداد المسافرين لإنفاق المزيد فى وجهتهم فضلًا عن ارتفاع تكاليف السفر بسبب التضخم.

استطلاع المنظمة

ويشير استطلاع فريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية، إلى أن %72 من المشاركين يتوقعون أداءً أفضل فى 2023.

ويعتقد معظم خبراء المنظمة (بنسبة %65) أن السياحة الدولية لن تعود إلى مستويات عام 2019 حتى عام 2024 أو بعد ذلك.

وبالنسبة للأوروبيين، تعد الأسعار وقرب الوجهة عوامل محددة فى اختيار الوجهات فى عام 2023 وفقًا لتقرير مفوضية السفر الأوروبية المتعلق بسلوكيات السفر الاستهلاكية، والذى اتفق مع منظمة السفر العالمية فى أن القيمة مقابل المال هى حاليًا العامل المحدد الأقوى.

وذكر التقرير أن أوروبا ستستمر فى التمتع بتدفقات سفر قوية من الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف اليورو مقابل الدولار.

مسح مفوضية السفر الأوروبية

وأظهر مسح حديث قامت به مفوضية السفر الأوروبية بالنسبة لسوق السفر الأمريكية، أن نسبة %51 من الأمريكان يخططون للسفر فى العام الحالى أكثر مما فعلوا فى 2022.

وأضاف أن نسبة %90 منهم يخططون للسفر فى عام 2023، الغالبية منهم بنسبة %86 ينون خارج الولاية التى يعيشون فيها، بينما نسبة %30 يرغبون فى قضاء عطلاتهم خارج البلاد.

وتابع أن نسبة %20 ممن قرروا السفر هذا العام سيسافرون فى رحلات عمل، بينما الآخرون لممارسة أنماط سياحية أخرى.

وأشار إلى أن أكثر من نصف الأمريكيين %67 يتطلعون إلى القيام برحلة برية هذا العام، بينما نسبة %57 يخططون لعمل رحلاتهم بالطيران.

ولفت إلى أن %41 يرغبون للسفر بنفس المبلغ الذى كانوا يدخرونه للسفر من قبل، بينما نسبة %8 يخططون للسفر بمبالغ أقل.

كما أن %56 أقروا بأنهم سيسافرون فى رحلة مع أفراد الأسرة، و%55 سينضم إليهم الزوج أو الشريك، و%29 مع الأصدقاء، و%28 يخططون لرحلة فردية.

وعن عدد الرحلات خلال العام الحالى، قال المسح إن %12 من الأمريكان سيقومون برحلة واحدة فى 2023، بينما 28% يخططون لرحلتين، و%24 سيقومون بـ 3 رحلات، و%11 لـ4 رحلات، و18 لـ%5 أو أكثر.

وأظهر المسح أن %59 من الأمريكان أفادوا بأن الاقتصاد الحالى يؤثر على خطط سفرهم، و%82 سيضعون ميزانية ويراقبون نفقاتهم عن كثب قبل السفر خلال العام الحالي، و%10 قالوا إنهم ألغوا رحلتهم أو أجلوها هذا العام بسبب التكلفة.

كما يرى %56 منهم أن سعر تذكرة الطيران هو عامل رئيسى بالنسبة لسفرهم، بينما %30 قالوا إن المخاوف الاقتصادية ستؤثر «بقوة» على قرارات سفرهم فى 2023.

وفيما يخص الإنفاق على الرحلة، أقر %24 من الأمريكيين أنهم يخصصون 4 آلاف دولار أو أكثر للسفر فى العام الحالى، و%43 سيستخدمون مكافآت السفر للمساعدة فى تغطية النفقات.

يذكر أن أحمد عيسي، وزير السياحة، قال فى تصريحات سابقة إنه تم تحديد 14 مسار عمل لتحقيق هدف الوصول إلى 30 مليار دولار إيرادات من القطاع السياحي، إضافة إلى استقطاب 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2023.

وأشار إلى أنه تم إجراء دراسة تسويقية على العديد من بلدان العالم، والتى أسفرت عن رغبة نحو 272 مليون سائح فى 12 دولة، يمثلون الأسواق الرئيسية المصدرة للحركة السياحية لزيارة مصر.

ولفت «عيسي» إلى أن الحملات الترويجية التى ستنطلق فى 12 دولة المصدرة لحركة السياحة إلى مصر سوف تركز على 5 شرائح من السائحين المحتملين وهم، سياحة العائلات، والثقافية، والاسترخاء، والمغامرات، والشريحة التى تجمع بين الترفيه والثقافة، متابعًا أن تلك الشرائح تستحوذ على %55 من إجمالى السائحين فى العالم.

وشدد على أن الوزارة تستهدف تلك الشرائح خلال الـ18 شهرًا المقبلة، كما سيتم توجيه كل الموارد لتنشيط الحركة السياحية الوافدة منها، خاصة أن مصر تمتلك مميزات تنافسية لا توجد فى مقاصد أخري.

وأوضح أن أعلى معدل وصلت إليه السياحة المصرية كان فى موسم 2010/2009 بعد توافد نحو 14 مليون سائح، ثم انخفضت تلك الأعداد نتيجة الأحداث التى شهدتها مصر فى ذلك الوقت، لترتفع المعدلات مرة أخرى مع 2019 ولكن بسبب تداعيات جائحة كورونا تراجع حجم الحركة، والتى نسعى لزيادتها خلال الفترة القادمة.