أكد أحمد الشريف رئيس شبكة المشرق العالمية بمصر أن قرار توسيع نطاق الشبكة العالمية ليشمل مصر لم يكن أمرا صعبًا، مشددا على أن القاهرة تمثل أحد المراكز المالية الرئيسية فى أفريقيا والشرق الأوسط، لما تتميز به من كفاءة الكوادر والبنية التحتية التى توفرها الدولة.
وأوضح - فى حواره مع جريدة «المال» - أن السوق المصرية تمتلك العديد من العوامل الجاذبة للقطاع الخاص، وأن شبكة المشرق تخطط للعمل بما يتماشى مع رؤية الحكومة المصرية لتعزيز النظام المصرفى والمالى النشط فى مصر حاليا، ولدعم جهود هذا المجال نحو التحول الرقمى.
وقال إن شبكة المشرق العالمية، هى وحدة عمل مملوكة للمشرق بالكامل، وتتميز بكونها واحدة من أحدث مراكز الابتكار والأكثر تقدمًا على مستوى العالم.
وتأسست هذه الشبكة لدعم التوسع العالمى للبنك من خلال تطبيق الرقمنة وتحقيق الابتكار وخلق تجارب مصرفية سلسة لعملاء البنك.
وأضاف «الشريف» أن شبكة المشرق العالمية تعتمد على الحلول التكنولوجية والابتكار والمرونة لدعم جميع أعمال البنك المصرفية، ومنها إدارة المخاطر والعمليات، وإدارة المنتجات والحوكمة الشرعية، وإدارة الائتمان والتدقيق الداخلى، والامتثال، وذكاء الأعمال، وتحليل البيانات .
وأشار إلى أنه على مدار السنوات الماضية، وسعت شبكة المشرق العالمية نطاق عملها لمساعدة مجموعات الأعمال الإستراتيجية على مستوى البنك بأكمله، من أجل خدمة العملاء فى جميع الأسواق الرئيسية.
وعلى المستوى العالمى، أفاد «الشريف» بأنه توجد ثلاثة مراكز رئيسية لشبكة المشرق العالمية فى كل من مصر والهند وباكستان، يعمل بها أكثر من 1800 موظف .
وتابع :«تهدف شبكات المشرق العالمية الثلاث إلى تحفيز نمو المشرق باعتباره أحد البنوك الإماراتية الرائدة، عن طريق تقديم خدمات مالية عالمية المستوى من أجل توفير قدر أكبر من الراحة وتحقيق المزيد من الابتكار وزيادة الثقة مع تقديم تجارب وخدمات مصرفية سلسلة لعملاء البنك».
وأكد أن قرار توسيع نطاق شبكة المشرق العالمية ليشمل مصر لم يكن أمرا صعبًا، فمصر أحد المراكز المالية الرئيسية فى أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى توفر بعض العوامل الأخرى مثل تزايد أعداد الشباب وكفاءة الكوادر والتكلفة لكل موظف والبنية التحتية التى توفرها الدولة وغيرها.
وأضاف أن جميع هذه العوامل تجعل السوق المصرية مثالية للقطاع الخاص، فنحن نخطط للعمل بما يتماشى مع رؤية الحكومة المصرية لتعزيز النظامين المصرفى والبيئى للتكنولجيا المالية فى مصر وسنسعى لدعم جهود هذا النظام نحو التحول الرقمى، وسنتيح للكوادر البشرية لدينا فرصة العمل فى أكثر بيئات العمل تطورًا والحصول على البرامج التدريبية الأكثر تقدمًا.
وأوضح «الشريف» أن شبكة المشرق العالمية تأسست فى مصر للعمل بالتعاون مع فروع شبكتى المشرق فى الهند وباكستان وتعمل على دعم جميع إدارات الأعمال الخاصة بالمشرق، بهدف تقديم تجربة عملاء متميزة لجميع العملاء من خلال بعض الحلول الريادية القائمة على الابتكار.
وتابع:« لذا تركز الشبكة فى مصر على تقديم الدعم للبنك فى جميع أعماله المصرفية المتعلقة بإدارة المخاطر والعمليات وإدارة المنتجات والحوكمة الشرعية وإدارة الائتمان والتدقيق الداخلى والامتثال وذكاء الأعمال وتحليل البيانات».
وأضاف أنه بجانب حرصنا على رفع القيمة السوقية للبنك، نتيح الفرصة للكوادر البشرية لدينا للعمل باستخدام أفضل الابتكارات التكنولوجية الحديثة وتطويرها مما يجعل البنك بيئة جاذبة للعمل.
وحول خطة توسع شبكة المشرق قال إننا نركز الآن على ترسيخ تواجدها فى هذه الأسواق الثلاثة، لكى تصبح أكثر فعالية وديناميكية، ونهدف حاليًا إلى تحقيق النمو فى الأسواق الموجودين بها قبل أن نقدم على التوسع فى أسواق جديدة نظرًا لأن هذه المراكز جديدة بالفعل.
جهودنا تتوافق مع «رؤية 2030» التى تهدف إلى رقمنة جميع الخدمات المالية
وأكد أنه فى مصر تحديدا، نركز على ترسيخ أقدامنا فى السوق بهدف تعزيز عملياتنا ومجال أعمالنا مع الموظفين الذين يعملون حاليًا وفق نظام العمل عن بعد، ولكن ذلك سيتغير فى الربع الأول من السنة الجديدة الحالية، حيث سنقوم بافتتاح أول مكتب لنا فى حى الدقى بالجيزة، لنوفر لموظفينا بيئة عمل تعتمد على نظام «العمل الهجين» لتتوافق جهودنا مع «رؤية» مصر 2030 «التى نفذت إستراتيجية شاملة لرقمنة الخدمات المالية للبلاد وتحديثها وتقليل عدد المواطنين غير المتعاملين مع البنوك.
وألمح «الشريف» إلى أن شبكة المشرق العالمية بدأت رحلة أعمالها بمصر فى أبريل 2021 ويعمل بها حاليًا 70 موظفًا، مع نسبة تنوع بين الجنسين تبلغ %40 وهى النسبة الأعلى فى السوق .
كما يعمل الموظفون فى مختلف مجموعات الأعمال التى تشمل سلوك واتجاهات مستقبل تجربة العملاء ومجموعة الامتثال والخدمات المصرفية للشركات والاستثمار وشئون الشركات والتدقيق الداخلى والشئون القانونية والتسويق والاتصالات ومجموعة العمليات والخدمات المصرفية للأفراد.
ويكمل : «بدأنا عمليات شبكة المشرق العالمية فى مصر منذ عام ونصف، وخلال هذه الفترة القصيرة، أسسنا الشبكة لتكون ذراع بنك المشرق الإستراتيجى القائم على الابتكار» .
وأشار إلى أن هدفنا على المدى القصير يتمثل فى تحقيق تزايد النمو وزيادة إمكانات شبكة المشرق العالمية بمصر من خلال سياسة توظيف إستراتيجية تركز على عنصر الكفاءة من الدرجة الأولى .
كما نتطلع فى الوقت الحاضر إلى توظيف كبار المتخصصين فى القطاع المصرفى والمجال التكنولوجى ونهدف إلى تحقيق نسبة نمو مضاعفة فى عدد الكوادر البشرية العاملة خلال العام المقبل.
وأفاد بأنه منذ توليه منصب رئيس شبكة المشرق العالمية بمصر فى عام 2021 «وأنا أقوم بالإشراف العام على جهود التوسع العالمية فى المشرق من خلال استكشاف الفرص وتعزيزها لتشغيل مركز مصر بكفاءة عالية».
توجد مجموعة عوامل تجعل السوق جاذبة للمؤسسات المالية وخدمات التعهيد
وأشار إلى أنه لديه خبرة فى القيادة تزيد عن 20عامًا وقد شغل العديد من المناصب الإدارية فى القطاع المصرفى ومؤسسات التعهيد على مستوى الشرق الأوسط.
وأكد أن هذه الخبرات تخدم مجالات التركيز الرئيسية لشبكة المشرق العالمية بمصر، التى تتضمن إدارة العمليات واسعة النطاق وتقييم الأداء وإدارة المخاطر التشغيلية والتخطيط للطوارئ وتحسين العمليات وتيسير تجربة العميل داخل البنك. وبوجه عام، ينصب تركيزى على تأسيس شبكة المشرق العالمية بمصر، لتكون مركز تميز عالمى قائم على الابتكار يساهم فى تعزيز قدرة البنك التنافسية.
وبسؤاله عن الشركاء الرئيسيين لشبكة المشرق قال إنه باعتبار شبكة المشرق العالمية تابعة ومملوكة بالكامل لمجموعة المشرق، تعمل الشبكة على دعم التوسع العالمى للبنك من خلال دعم المشرق فى جميع أعماله المصرفية عن طريق عمليات الرقمنة والابتكار وتقديم تجربة سلسة لعملاء البنك.
وأكد أنه لضمان توفير أفضل الإمكانات التكنولوجية اللازمة لإدارة عملياتنا بسلاسة، عقدنا شراكات مع العديد من شركات التكنولوجيا العالمية التى ساعدتنا فى رقمنة أنظمتنا وعملياتنا بكفاءة عالية باستخدام بعض البرامج والأنظمة مثل (HR Connect) فى مجال الموارد البشرية و(Prism) فى مجال إدارة المخاطر و(Clari 5) فى مجال إدارة مكافحة الاحتيال و(SOP) فى مجال العمليات القائمة على الامتثال وكذلك فى توظيف خبراء متخصصين، وأنظمة HOC وHOO وHORM.
وأوضح «الشريف » أن شبكة المشرق العالمية تلتزم بالاستثمار فى مصر وبذل ما فى وسعنا لدعم جهود التعافى بصورة أكثر مرونة، خاصةً فى ظل التحديات التى يشهدها العالم الآن، فلدينا ثقة كبيرة فى السوق المصرية وسياساتها ويكفى أن أقول إننا خلال فترة الوباء، لم نتوقف عن التوظيف ولا نرى أى سبب يدعونا للقيام بذلك الآن، فالشباب المصرى يمتلك ما يلزم من مهارات ومواهب لتحقيق طموحاتنا وأهدافنا الإستراتيجية مما يجعل مصر سوقًا مهمًا بالنسبة لنا.
وأضاف أن شبكة المشرق العالمية بمصر تؤدى دورًا رئيسيًا فى جهود التوسع الكبيرة التى تبذلها مجموعة المشرق. وبوصفها ذراع المشرق للابتكار التكنولوجى، فإنها تهدف إلى تحفيز نمو مجموعة بنك المشرق باعتباره أحد البنوك الإماراتية المنافسة والرائدة.
وأكد أننا واصلنا النمو خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من استمرارالتحديات العالمية، وسنواصل جهودنا فى دعم نمو شركتنا الأم، مما يظهر فى نتائج أعمالنا على مدى الشهور التسعة الماضية – سواء على مستوى النتائج المالية أو معدلات التوظيف.
مصر ضمن أفضل 20 مركزًا للابتكار فى العالم بفضل التزايد الكبير فى تمويل الشركات الناشئة
وأشار إلى أن مصر أنشأت واحدة من أهم وجهات الابتكار المالى، فمنذ عام 2020 شهدت الشركات الناشئة فى مصر زيادات كبيرة فى التمويل، وهو ما وضع مصر بين أفضل 20 مركزًا للابتكار فى العالم، فخلال يناير– يونيو 2022، شهد قطاع التكنولوجيا المالية المحلى وحده استثمارات بقيمة 167 مليون دولار – وهى أعلى نسبة على الإطلاق لهذه الفترة، وقد جعلت هذه الطفرة فى النمو مصر فى مصاف الدول الأفريقية التى تشهد ازدهارًا فى قطاع التكنولوجيا المالية.
وتابع :«كما أطلقت الحكومة سلسلة من المبادرات الواسعة لتحسين البنية التحتية الرقمية فى البلاد وتلبية احتياجات عدد كبير من السكان من الشباب والمتمرسين فى قطاع التكنولوجيا وأدى ذلك إلى ارتفاع هائل فى استخدام الخدمات الرقمية ومنصات التجارة الإلكترونية، وبما أن الشمول المالى لا يزال يمثل تحديًا فى مصر، يمكننا أن نرى أن مشهد التكنولوجيا المالية بأكمله يعمل على جعل الخدمات المالية الرقمية متاحة ويتبنى أساليب أكثر تقدمًا من أجل زيادة الوعى المالى».
ويكمل: «من المشجع أيضًا ملاحظة أن البنك المركزى المصرى يدرك أهمية التكنولوجيا المالية والابتكار باعتبارهما عاملًا رئيسيًا فى سد الفجوة فى القطاع المصرفى، وهو ما يشكل حجر الزاوية لإستراتيجية الشمول المالى (2022 - 2025) وأرى أن قطاع التكنولوجيا المالية المحلى سيشهد نموًا كبيرًا فى السنوات المقبلة بفضل المزيج الكبير الذى يجمع بين السياسات المشجعة على الاستثمار واهتمام قطاع كبير من المواطنين أغلبه من الشباب بالتطور التكنولوجى».
