أكد عدد من المصدرين والمستوردين أن تأثير الزلزال الذى ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا أمس سيكون محدودا على السوق المصرية لاسيما وأنه وقع فى مناطق غير لوجستية تؤثر على حركة الاستيراد أو فى مناطق صناعية، موضحين أنه حال حدوث توابع لهذه الهزة الأرضية قد تستفيد الصادرات المصرية وتحل محل نظيرتها التركية فى الأسواق الخارجية.
وضرب أمس زلزال مدمر بقوة 7.8 ريختر مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن ألف شخص وإصابة 6000 بحسب ما أكده مسئولون، وسط توقعات أمريكية بأن يتخطى حجم الخسائر الناجمة عن الكارثة مليار دولار.
وقال المهندس خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية إن الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا أمس من الممكن أن يساهم فى زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق المستوردة من أنقرة خلال الفترة المقبلة حال تدهور الأوضاع بشكل أكبر أو تأثيرها على بعض المنشآت الصناعية.
وأضاف لـ «المال» أن السوق التركية تحتل المركز الأول فى استيراد الصناعات الكيماوية المصرية، مستبعداً تأثر الصادرات المصرية لأنقرة لكن إذا حدث مزيد من التوابع للسوق التركية فسيكون التأثير محدودا للغاية لأن الزلزال ضرب أماكن سكنية وليست صناعية.
وقال المهندس هانى برزى رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية لـ «المال» إن زلزال أمس سيؤثر بشكل محدود على الصادرات المصرية، مشيرا إلى أننا نتابع عن كثب ما يحدث هناك والوقوف على مدى تأثر موانئ أو مناطق صناعية هناك وانعكاسه على حركة الصادرات والواردات، لبحث إمكانية أن تحل الصادرات المصرية محل تركيا فى بعض الأسواق الخارجية.
وأكد محمد الشيخ عضو الشعبة العامة للعطارة بالاتحاد العام للغرف التجارية أنه تم التعاقد بالفعل على كميات ياميش رمضان المستوردة من تركيا خلال النصف الثانى من يناير الماضي، موضحَا أن الكميات التى تم التعاقد عليها فى طريقها إلى الموانئ المصرية خلال الأيام المقبلة.
وقال إن تجار “ياميش رمضان” استوردوا 400 طن من المشمشية والبندق والتين من تركيا بقيمة تصل إلى 5 ملايين دولار وسيتم طرحها فى السوق المحلية خلال رمضان المقبل.
يذكر أنه تم استيراد نحو 600 طن من “ياميش رمضان” بقيمة 3.5 مليون دولار من تركيا لشهر رمضان.
ورجح أحمد شيحة عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية فى القاهرة إن يكون التأثير على حركة الاستيراد لفترة مؤقتة وليست ممتدة، موضحَا أن الأجهزة المعنية هناك اتخذت الإجراءات اللازمة لتدارك الموقف سريعًا.
وأضاف لـ«المال» أن أغلب الهزات الأرضية التى شهدتها تركيا أمس كانت فى مناطق سكنية، ولم يكن هناك تأثير سلبى على المنشآت الصناعية الكبرى فى أنقرة.
وأكد مصدر مسئول فى الشعبة العامة للمستوردين لـ «المال» أن التأثيرعلى الواردات المصرية من تركيا سيكون محدودا للغاية لاسيما وأن الزلزال بعيد عن الموانئ والمناطق الصناعية إلا أن الكارثة قد تتسبب فى تأخر وصول بعض الشحنات أيام قليلة فقط.
من جانبه، قال هانى ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن مصر تستورد من تركيا ذهب ومجوهرات وأحجار كريمة بكميات ضئيلة إلا أن حدوث توابع للزلزال سيؤثر على البورصات العالمية للذهب لاسيما وأن تركيا أحد الاقتصاديات الهامة عالميا مما قد يدفع سعر المعدن الأصفر للصعود.
وأظهرت تقارير تركية ارتفاع صادرات أنقرة إلى مصر بواقع %17 خلال 2022 لتسجل 3.928 مليار دولار، فيما قال جهاز التعبئة العامة والإحصاء إن إجمالى صادرات مصر لتركيا خلال العشرة شهور الأولى من العام الماضى بلغت 3.03 مليار دولار تحتل الصناعات الكيماوية المرتبة الأولى منها بنحو 1.013 مليار.
«المستوردين»: المناطق الصناعية بمنأى عن الخطر .. ونتوقع تأخر بعض الشحنات لأيام
