كشف أيمن سليمان المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادى،أن الاخير بدأ بالفعل توسعة نطاق وشكل الترويج للفرص الاستثمارية فى مصرليشمل الأسواق العالمية والأجنبية إلى جانب الخليجية والعربية.
وأكد «سليمان» - فى حوار خاص مع «المال» أجرته عبر تنقية الفيديو «زووم» - أنهلم تعد هناك منطقة مغلقة لا يمكن جذب استثمارات منها للسوق المحلية، فالصندوقيروج لمنتجات مختلفة قد تتناسب مع احتياجات العديد من المستثمرين.
وتوقع رواج قطاع السياحة بدعم الميزة التنافسية التى وفرها سعر الصرف، لافتا إلى دراسة فرص متنوعة فى قطاعى التعليم والصحة وتحقيق تقدم فى مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة ورؤية إيجابية للوجيستيات.
وشرح «سليمان» آلية ومستهدفات عمل صندوق ما قبل الطروحات الذى أسسه «السيادى» مؤخرا، كما أوضح بشكل مبسط تحديات التقييم والتوقيت للكيانات المستهدفة بالطرح فى سوق المال خلال الفترة المقبلة.
فى البداية، تطرق الحديث مع «سليمان» إلى طريقة تعامل الصندوق مع التحديات التى تواجه الاقتصاد العالمى وأهمها تكلفة التمويل وتعطل سلاسل الإمداد، فقد أكد أن آلية عمل الصندوق تتسم بالمرونة الكبيرة والتكيف مع الظروف العالمية، بفضل التنوع فى شراكات المستثمرين.
وأوضح أن الإدارة التنفيذية للصندوق لا تزال تركز على القطاعات التى يتعامل عليها بأذرعه المختلفة فى التعليم والصناعة والزارعية وغيرها.
وأكد «سليمان» أن الصندوق يعمل فى 7 قطاعات مختلفة ومستمر بها بنفس القوة، وهى قطاعات مرنة وذات أهمية ولا تتأثر بكثير من الظروف كما أن هناك تفهما من شركائنا بشأن حجم التحديات التى تواجه تمويل أى مشروع.
وأشار إلى أهمية الاستثمار فى قطاع اللوجيستيات وسلاسل الإمداد لتوفير الغذاء والدواء فى ظل الظروف العالمية الحالية، مشيرا إلى أن العالم سيرفع من حجم استثماره فى هذا القطاع مستقبلاً.
ولفت إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية قد خلقت فجوة صناعية فى سلاسل الإمداد، فقد أصبح توجه العالم الاستثمارى إلى هذه الصناعة وعلى مصر أن تستفيد من ذلك حيث لديها إمكانيات كبيرة فى هذا القطاع.
أضاف سليمان: «سنبذل جهدا كبيرا فى تسويق السوق المصرى للمناطق المضطربة التى تواجه أزمة فى سلاسل الإمداد».
لن نبيع محطات المياه.. ونطرحها لحقوق الاستغلال أوالتشغيل
يشار إلى أن الصندوق السيادى لديه الصندوق الفرعى للمرافق والبنية التحتية ويندرج تحته الطاقة والهيدروجين الأخضر والكهرباء وتحلية ومعالجة المياه والخدمات الرقمية.
وذكر «سليمان» أنه رغم ارتفاع تكلفة التمويل فى البنية التحتية من الطاقة المتجددة والنظيفة لكن ذلك لن يثنى المطورون عن الاستثمار، موضحا أن المستثمر طويل المدى أصبح لديه القناعة بأن أسعار الفائدة على مستوى العالم معرضة للزيادة والهبوط.
من يقرأ التاريخ يعرف أن دورات الانكماش النقدى لا تتخطى 5 سنوات
واشار إلى أن خطة الفيدرالى الأمريكى بشأن أسعار الفائدة بدأت تؤتى ثمارها، وأصبح هناك هدوءا بعد الزيادات المتكررة مؤخرا، ومن يقرأ التاريخ جيدا سيكتشف أن دورات سياسة الانكماش النقدى لا تتخطى فترتها الزمنية 5 سنوات، ثم تعاود الانفراج مرة أخرى وبالتالى من لديه خطة استثمار طويلة المدى 30 عاماً على سبيل المثل لن تتعطل.
افتتاح مجموعة من المدارس بمشاركة مطورين متخصصين بنهاية العام
وفيما يتعلق بقطاع التعليم، قال المدير التنفيذى للصندوق السيادى إن القطاع يسير بخطى ثابتة، ومن المرجح افتتاح مجموعة من المدارس بنظام المشاركات مع عدد من المطورين المتخصصين بنهاية العام الحالى والبدء فى استقبال الطلاب خلال السنة الدارسية الجديدة 2023 - 2024.
واوضح «سليمان» أن هناك استثمارات جديدة مرتقبة فى قطاع التعليم من خلال عقد شراكات سيتم الإعلان عنها هذا العام فى مجال التعليم المدرسى والجامعى والتعليم المتخصص.
وأشار إلى أن هناك بعض المبانى والأراضى والتوسعات فى قطاع التعليم فى إطار الشراكات فى مجالات متخصصة سواء تدريب أو تعليم.
وأكد المدير التنفيذى للصندوق أن هناك توسع متوقع فى قطاع التعليم بمنطقة وسط البلد وغرب القاهرة إلى جانب دراسة فرص فى شرق القاهرة والمحافطات.
وقال إن منصة مصر للتعليم التى يستثمر بها الصندوق هى كيان مهم وينمو بشكل كبير ولديه القدرة على جمع الاستثمارات المتعددة لتعظيم العائد على راس المال، موضحا أن الكيان مستمر ونستهدف تعظيم استثماراتنا فى المنصة إلى جانب طرحها فى البورصة مستقبلاً.
يذكر أن الصندوق السيادى يمتلك استثمارات فى منصتين تعليميتين هما لايت هاوس ومنصة مصر للتعليم، وكذلك الاستثمار المباشر فى إنشاء مدارس مع كيانات شهيرة مثل سيرا للخدمات التعليمية - القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية.
البورصة
وفيما يتعلق بمستقبل الطروحات الجديدة فى البورصة، أشار سليمان إلى أن هناك انتعاشة تشهدها سوق المال فى بعض القطاعات حيث بدأت بعض الأموال فى الدخول إلى السوق بشكل جيد، ولكن ما زلنا نتسائل هل ذلك يكفى لتشجيع شركات كثيرة على الطرح فى البورصة؟.
أضاف أن هناك تحد كبير حالياً للشركات التى ترغب فى الطرح بالبورصة فى ظل ضرورة تحقيق معدلات خصم كبيرة اثناء التقييم وذلك لموازنة نمو أسعار الفائدة.
تابع أن هناك من يرتضى هذا التحدى وأن ميزة التداول فى البورصة أكبر من مسالة التقييم وهذا السيناريو متوافر بالفعل حيث أن بعض الشركات فى برنامج الطروحات على استعداد أن تقدم هذه التضحية فى سبيل إنعاش سوق المال لأن فى هذا الاتجاه بعدا تنمويا.
ولفت المدير التنفيذى إلى أن الصندوق السيادى يشجع هذا الاتجاه ويثنى عليه ويعززه بقوة، كما يؤمن بأن هناك طرف عليه أن يتولى زمام المخاطرة أو ما يمكن أن نطلق عليه الخطوة الأولى.
أضاف أنه على سبيل المثال فإن أى شركة فى برنامج الطروحات تندرج تحت صندوق ما قبل الطروحات وهناك جدوى من طرحها فى البورصة سنشجعها وندعمها لكن يظل القرار فى النهاية مع أصحاب رؤوس الأموال المالكة لهذه الشركات.
وأوضح «سليمان» أن الشركات التى تحتاج إلى زيادة رأس المال وأنشطتها تستوعب ضخ أموال جديدة وليس تخارجا سيكون الأجدى للطرح فى البورصة الفترة المقبلة.
صندوق ما قبل الطروحات
أكد أن صندوق ما قبل الطروحات سيتم إطلاقه هذا العام، ويختص دوره بشكل كبير فى تأهيل الشركات وجذب الاستثمارات والأموال إليها تعزيزا لنجاح فرص الطرح فى البورصة مستقبلاً.
وتوقع القيام بجولة ترويجية للشركات التى سيتم ضمها لصندوق ما قبل الطروحات، موضحا أنه فى الوقت الحالى يتم الاتفاق على الحصص التى سيتم نقلها من هذه الشركات تحت الصندوق، كما أن انتقاء هذه الشركات يعتمد على مدى جاذبيتها لمستثمرين جدد من القطاع الخاص.
السياحة والفنادق
وتوقع أن يشهد القطاع السياحى حالة من الازدهار خلال الفترة المقبلة موضحا أن إنخفاض سعر الصرف رفع الميزة التنافسية للسوق المصرية وهو ما انعكس مؤخرا بالفعل على حالة الانتعاش السياحى، واتجاه العديد من المستثمرين لتعزيز حجم أعمالهم فى القطاع الذى يمتلك فرص نمو كبيرة.
تحالفات خليجية وأجنبية تفحص بيانات 7 فنادق تابعة للدولة
وحول خطة ضم 7 فنادق مملوكة للدولة تحت مظلةواحدة، قال ايمن سليمان إن الفكرة العامة لهذا الملف مبنية على أن القطاع الفندقى من المجالات الجاذبةجدا استثماريا، ويحتاج إلى العمل على رفع كفاءة الكيانات القائمة وتعزيز الطاقات والغرف الفندقية، فضلا عن تطوير الفنادق التاريخية والتى يجب أن ترتفع أسعارالإقامة بها مقارنة بمثيلاتها التى ليست لديها نفس الميزة، ورغم ذلك لم تدخل بها اأية استثمارات منذ سنوات عديدة.
وتابع أن الصندوق السيادى يعمل على جذب استثمارات للفنادق السبعة فى صورة زيادات رؤوس أموال، كاشفا عن وجود اهتمام كبير من جانب عدد من التحالفات الخليجية والأجنبية بالاستثمار فى هذه الفنادق والذين يقومون فعليا بفحص البيانات الخاصة بهذا الملف.
وقال إن القطاع الفندقى المصرى يمكنه تحقيق عوائد أعلى بكثير اذا ما تمت الاستعانة بمشغلين محترفين لديهم رؤية وخطط إستثمارية، بالتزامن مع وضع «البراند» الصحيح لكلكيان، للوصول فى النهاية إلى هدف رفع إيرادات هذه الفنادق.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء قد أعلن يونيو 2022 أنه سيتم دمج عدد من الفنادق الحكومية تمهيدا للطرح فى البورصة للتوسع فى حوكمة المؤسسات التابعة للدولة.
الترويج عالمياً
وحول إمكانية الترويج للفرص الاستثمارية بالسوق المصرية عالميا، قال سليمان انه فى بداية عمل الصندوق ركز على جذب الاستثمارات من منطقة الخليج وبصفة خاصة من الصناديق السيادية العربية، خاصة فى ظل إمكانية تنفيذهم استثمارات بشكل أسرعبسبب معرفتهم الجيدة بالسوق المصرية والفرص الواعدة المتاحة.
واستكمل حديثه أما فى حالة المستثمرين الأجانب فيجب فى البداية ترويج الاقتصاد المصرى، وشرح مقوماته ومؤشراته وإجراءات العمل به، ثم بعد ذلك الترويج للفرصة أو المنتج الاستثمارى نفسه، ومن ثم فإن عملية إتخاذ القرار تستغرق وقت أطول.
وأضاف أن الصندوق بدأ العمل على خطط للترويج للفرص الاستثمارية المصرية عالميا وليس فى الأسواق العربية فقط، خاصة أن الدولة المصرية بدأت فى وضع مجموعة من الإجراءات الداعمة لذلك.
وأوضح أن كل منطقة فى العالم تنجذب لنوعية معينة من الفرص الاستثمارية، فعلى سبيل المثال قطاع الأغذية والزراعة يجذب استثمارات من أوروبا والخليج، فى حين أن الاستثمار فى البنية التحتية والطاقة من المجالات الجاذبة عالميا.
و قال إنالوضع حاليا تغير نسبيا اذ أن الدولة بدأت إتخاذ إجراءات إقتصادية من شأنهاإتاحة إمكانية طرق باب الترويج للفرص المتاحة فى مصرعالميا، كما أن الصندوق السيادى بات يروج لمنتجات مختلفة قد تتناسب مع احتياجات العديد من المستثمرين الأجانب.
وذكر أنه لم تعد هناك منطقة مغلقة لا يمكن جذب استثمارات منها للسوق المحلية، وبالفعل تم خلال الفترة الماضية تلقى استفسارات من مستثمرون ينتمون لمناطق متفرقة فى العالم عن الفرص المتاحة، ضاربا مثالا على ذلكبالفنادق المصرية التى يتم ترويجها.
وذكر أنهعلى سبيل المثال الأصول التابعة لصندوق ما قبل الطروحات قد يتم فى البداية ترويجها للصناديق السيادية الخليجية، ولكن خطة الترويج تتضمن أيضا مستثمرين أجانب من أسواق أخرى بخلاف العربية، خاصة أن هذا المنتج مناسب لأصحاب رؤوس الأموال من مناطق متعددة ومختلفة.
معالجة المياه والكهرباء
وقال سليمان إن الصندوقيركز فى الوقت الحالى على ملف معالجة المياهوتوليد الكهرباء، متابعا أنه يجب تحقيق نجاحات فى هذين الملفين قبلالاتجاه الى مشروعات جديدةمثل تطوير الموانئ والمطارات فى المستقبل.
وأوضح أن الطرح فى حالة محطات المياه هو لحقوق الاستغلال او التشغيل وليس البيع، متابعا أن هذا الملف يسير بشكل جيد وفقا للجدول الزمنى.
فضلنا التروى بطلب جداول الأسعار الاسترشادية فى ظل تغيرات سوق الصرف
وقال:« لقد فضلنا التروى بطلب جداول الأسعارالاسترشادية نظرا لتغيرات سعر الصرف، متابعا أن المضى قدما بهذه الخطوة يتطلب إستقرارأسعار الفائدة والصرفالعالمية وهو الأمر المتوقع حدوثه خلال أسابيع قليلة.
ووفقا لبيانات وزارة الرى، فإن احتياجات مصر من المياه تقدر بنحو 114 مليار متر مكعب فى العام، تحصل الدولة على نصفها من المصادر الطبيعية.
الاقتصاد الأخضر
أما عن مشاريع الاقتصاد الأخضر، قال سليمان إن مشروعات الهيدروجين الأخضر تسير وفقا للجدول الزمنى أيضا والتحالفات التى وقعت اتفاقيات إطارية خلال مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ تعمل على إجراء الدراسات البيئية والإنشائية حاليا.
نعد دراسة تثبت إمكانية إنتاج مكونات الهيدروجين الأخضر محليا
وقال إن ضخامة حجم إتفاقيات مشروعات الهيدروجين الأخضر دفعت صندوق مصرالسيادى للعمل على إعداد دراسةعلمية تثبت إمكانية تحويل السوق المصرية إلى مركزإنتاج للمكونات المطلوبة لهذه الصناعة، وجذب مستثمرين من الخارج للتصنيع فى مصر.
قريبا.. استثمار جديد بقطاع الرعاية الصحية
أخيراً، كشف سليمان عن أنه سيتم قريبا الإعلان عن استثمار جديد بقطاع الرعاية الصحية، وقد يتم ذلك خلال أسابيع قليلة، ولكنه فضل عدم الإفصاح عن التفاصيل بالمرحلة الراهنة.
