أكد عدد من الصناع والتجار أن تذبذب سعر الدولار أمام الجنيه يتسبب فى حالة من الارتباك داخل السوق المصرية، ربما يدفع البعض لإرجاء خططه التوسعية والاستثمارية لحين استقرار الأوضاع ووضوح الرؤية.
قال محمد سيد حنفي، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية، إن تحرك سعر الدولار أمس لمستويات 32 جنيهًا ثم عودته إلى 29.8 تسبب فى ارتباك السوق بشكل عام، موضحًا أن الجميع يترقب استقرار سعر العملات إضافة إلى توافرها.
وأضاف «حنفى» لـ«المال» أن وجود سعر حقيقى للدولار مع توافره يساعد على جذب الاستثمارات على المديين المتوسط والبعيد، مشيرًا إلى أن تحرك السعر دون إتاحة العملة الخضراء سيكون دون جدوي، وربما يتسبب فى مزيد من الارتباك وإرجاء أى خطط استثمارية للقطاعات.
وأشار إلى أن كل المستثمرين ينتظرون حاليًا وجود سعر واحد للدولار والقضاء على السوق الموازية لبدء وضع الدراسات الخاصة بتسعير المنتج النهائي، موضحًا أن الزيادة فى العملة الخضراء ستنعكس سلبيًا على تكلفة الإنتاج، وهو ما سيتحمله المستهلك.
وقال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، أن تذبذب مستويات الدولار أمام الجنيه يعوق المستثمرين عن وضع خطط الأعمال أو التوسعات الخاصة بمشروعاتهم.
وأضاف «المهندس» لـ«المال» أن المستثمرين يترقبون توفير الدولار لصالح مشروعاتهم، لأنه العامل الأكثر تأثيرًا لاستيراد استيراد مستلزمات الإنتاج للمصانع .
فيما أكد مصدر مسئول فى شعبة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أن خفض قيمة الجنيه سيستفيد منه المصدرون بشكل أكبر، مشددًا على ضرورة قيام البنوك بتوفير الدولار للصناعة كأولوية، لأنها المخرج الوحيد من تلك الأزمة.
وأشار لـ«المال» إلى أن ما حدث سيجبر الجميع على تأجيل الخطط الاستثمارية والتوسعات بكل المصانع لحين وضوح الرؤية الاقتصادية، مع ضرورة وضع مزيد من الحوافز والتشريعات، وخفض الضرائب على الصناعة الوطنية من أجل زيادة التصدير.
ووصف صلاح الكموني، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، رئيس الغرفة التجارية فى الغربية، ارتفاع أسعار الدولار بأنه أمر مؤقت؛ نظرًا للسياسات النقدية التى يقوم بها البنك المركزى لتوفير السيولة اللازمة للإفراجات الجمركية.
وأكد «الكمونى» أن السلع الموجودة فى الموانئ حاليًا ستشهد زيادات فى أسعارها حال الإفراج الجمركى عنها، قائلًا إنه من الصعب توقعها حاليًا.
من جهته، قال سيد عبد الله، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية فى بنى سويف فى تصريحات لـ«المال» إن تجار الجملة قاموا أمس الأربعاء بتطبيق زيادات على أسعار البيع لفروع التجزئة، نتيجة ارتفاع الدولار أمام الجنيه.
وأضاف «عبد الله» أن سعر طن السكر ارتفع أمس الأربعاء بنحو 100 جنيه ليصل إلى 17 ألفًا و200 جنيه، وطن الأرز أيضًا بنحو 150 جنيهًا، ليسجل 11 ألف، بدلًا من 10 آلاف و850 جنيهًا أول أمس، مطالبًا بتدخل الأجهزة الرقابية لضبط الأسعار بالأسواق المحلية حاليًا.
وقال أيمن حمدي، عضو شعبة المخابز بالغرفة التجارية فى القاهرة، فى تصريحات لـ«المال» إن أسعار المخبوزات ارتفعت أمس الأربعاء بقيمة 2 جنيه فى الكيلو الواحد، من 60 إلى 62 جنيها.
وأضاف «حمدى» أن سعر رغيف «الفينو» ارتفع أمس الأربعاء 25 قرشًا ليصبح 1.75 جنيه، بدلًا من 1.5، ورغيف العيش البلدى الحر بنحو 50 قرشًا، ليصل إلى 1.5 جنيه «الحجم الصغير»، والكبير 2 جنيه، والرغيف الأبيض 2.5 جنيه.
وأوضح أن تلك الزيادات جاءت بعد وصول سعر طن الدقيق العادى إلى 16 ألف جنيه، تسليم مساء أمس الأربعاء، بدلًا من 15 ألفًا و400 جنيه الثلاثاء الماضي، بزيادة 600 جنيه، والطن الفاخر 19 ألف جنيه بدلًا من 18 ألفًا.
