هانى الأسعد رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: الأمن السيبرانى أحد الركائز الرئيسية فى إستراتيجية «سيتا»

 تدعم  شركة «سيتا» المزود لخدمات تكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوي، التحول الرقمى للعمليات الجوية لنحو 18 ألف طائرة، كما تساعد أكثر من 70 حكومة

Ad

 تدعم  شركة «سيتا» المزود لخدمات تكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوي، التحول الرقمى للعمليات الجوية لنحو 18 ألف طائرة، كما تساعد أكثر من 70 حكومة على تحقيق التوازن المطلوب بين أمن الحدود وسلاسة تجربة السفر.

«سيتا» لخدمات تكنولوجيا المعلومات

وتختص «سيتا» بتطوير التكنولوجيا التى تُمكّن شركات قطاع الطيران والمطارات والحكومات من تقديم تجربة سفر جوى سلسة وآمنة ومستدامة، وتصل خدماتها إلى 2500 عميل فى أكثر من 200 دولة ومنطقة فى العالم، كما تعزز حلولها الكفاءة التشغيلية لما يزيد عن 1000 مطار.

حاورت «المال» هانى الأسعد، رئيس شركة سيتا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، للحديث عن العديد من الملفات، والتى يأتى على رأسها أهمية التحول الرقمى فى قطاع الطيران، وكيف تحمى الشركة نفسها وعملاءها من الهجمات السيبرانية، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على الصناعة والتوصيات التى يمكن من خلالها مواجهة هذا النوع من التحديات.

وإلى نص الحوار..

الهجمات السيبرانية

قال رئيس شركة سيتا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن عنصر السلامة يأتى على رأس أولويات قطاع النقل الجوي، والتى تشمل المسافرين، البنية التحتية والمطارات، وأمن المعلومات على حد سواء.

وأضاف الأسعد، أن الأمن السيبرانى يشكل أحد الركائز الرئيسية فى إستراتيجية عمل الشركة والتى تلتزم بأعلى المعايير الأمنية مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية البيانات، خاصة فى ظل الدور الذى تسهم فيه بدعم البنية التحتية العالمية لقطاع الطيران، من خلال الخدمات والحلول فى مجال أمن المعلومات والاتصالات التى تقدمها.

وشدد على أن الشركة تحرص دوماً على بذل المزيد من الجهود لزيادة مستويات الحماية والتعاون مع عملائها وجميع المعنيين فى القطاع لمواجهة التهديدات المشتركة.

هانى الأسعد، رئيس شركة سيتا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

التحول الرقمي

ولفت إلى أن قطاع الطيران يجد نفسه أمام المزيد من التحديات الجديدة مع سعيه للتعافى من جائحة كوفيد-19، إذ تؤثر أسعار الطاقة الآخذة فى الارتفاع إلى معدلات قياسية على القطاع والاقتصاد العالمى ككل، مما يؤدى إلى ارتفاع التكاليف والتضخم، فضلاً عن دورها فى الحد من الطلب على السفر.

وأوصى الأسعد، شركات الطيران بضرورة الحفاظ على مرونتها مع الاهتمام بالتكاليف لتكون قادرة على التعافى ،فى ظل بيئة لا تزال تتسم بالتقلب، وهى عملية اعتادت عليها هذه الشركات خلال الجائحة، وستلعب فيها التكنولوجيا دوراً محورياً.

وتابع أنه يجب على شركات الطيران أن تولى القدر الأكبر من الاهتمام لتجربة سفر العملاء، مع مواصلة جهودها لتحقيق التحول الرقمي، من خلال توفير عمليات سلسة لتسجيل الوصول وركوب الطائرات، إلى جانب استخدام البيانات والدراسات التحليلية لتحسين عمليات اتخاذ القرار.

الرقمنة عامل محورى لقطاع الطيران لمواجهة الضغوطات الاقتصادية الراهنة

ونوه إلى تقرير سيتا لرؤية تكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوّي، والذى كشف أن استثمار شركات الطيران فى حلول تكنولوجيا المعلومات تتركز فى الوقت الراهن على تعزيز ثقة المسافرين وراحتهم، من خلال اعتماد حلول الخدمة الذاتية لإعادة رسم ملامح تجربة السفر، مثل بوابات الصعود الذاتى البيومترية للطائرة، والتسليم الذاتى للأمتعة، وتطبيقات الهاتف المحمول، وغيرها الكثير.

وأشار إلى أن التحول الرقمى يُعد عاملاً محورياً بالنسبة لشركات الطيران، لتكون قادرة على النجاح فى مواجهة الواقع الجديد الذى تفرضه الضغوطات الاقتصادية الراهنة.

ولفت إلى أنه على سبيل المثال، سيتم استخدام حلول المسار الذكى القائمة على المقاييس الحيوية من سيتا فى جميع أنحاء مطار أبوظبى الدولي، والتى ستُطبق فى مناطق مختلفة منها المنطقة المخصصة للخدمة الذاتية الخاصة بتسليم الأمتعة، والبوابات الإلكترونية، وبوابات الصعود إلى الطائرات، ليتم فى المراحل الأخرى من المشروع تفعيل التقنية الجديدة عبر جميع نقاط التعامل مع المسافرين فى المطار.

تقنيات سيتا

وفى سياق متصل، قال الأسعد إن نظام (OptiFlight) من سيتا يساعد العديد من شركات الطيران على تحقيق الوفورات فى الوقود والتكاليف مع الحد من الانبعاثات الكربونية، إذ يقدم التطبيق مقترحات حول المسارات المختصرة بالاستفادة من بيانات رحلات الطيران السابقة.

نظام (OptiFlight) يحقق وفورات الوقود ويحد من الانبعاثات الكربونية

وتابع أن شركات طيران مثل ترانسافيا نجحت، فى توفير 70 طنا من الوقود، والحد من انبعاثات بلغت 223 طنا من ثانى أكسيد الكربون لكل طائرة باستخدام النماذج التى يوفرها النظام.

ويعدOptiFlightأحد الحلول المتطورة الموجودة اليوم للحد من الانبعاثات، والتى توفر فرصة أمام المطارات وشركات الطيران للاستفادة من هذه التقنيات الجديدة لدعم جهودها فى الوصول إلى الحياد المناخى بحلول عام 2050، بما ينسجم مع الهدف الشامل للقطاع، فضلاً عن مساعدتها على استقطاب المسافرين المهتمين بالحفاظ على البيئة وعلى أنفسهم ايضا .

ولفت إلى أن شبكة اتصالات الشركة تربط جميع أنحاء العالم ببعضها، وتوفر %60 من إجمالى تبادل البيانات بين مختلف أطراف مجتمع النقل الجوى العالمي.

أسعار الطاقة

قال الأسعد، إن ارتفاع أسعار وقود الطائرات بأكثر من %70 الأشهر الستة الأولى من العام الماضى ، يعد واحدة من أكبر الزيادات التى شهدها القطاع منذ عام 2002.

ارتفاع أسعار الوقود لأكثر من %70 فى الـ 6 أشهر الأولى من 2022

وأضاف أنه بحسب أحدث البيانات الصادرة شهر ديسمبر الماضي، لا تزال الأسعار أعلى بحوالى 25% مما كانت عليه عام 2021، مما أسفرعن ضغوط غير مسبوقة على عمليات إدارة التكاليف لدى شركات الطيران، موضحا أن الوقود يشكل عادة ما بين %25-20 من إجمالى التكاليف التشغيلية للطائرات، وفقاً للاتحاد الدولى للنقل الجوي.

وتابع أنه فى ضوء سعى العالم لاستكشاف الحلول لأزمة التغير المناخى والحد من الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع ارتفاع أعداد المسافرين ، وخاصة الشباب الباحثين عن خيارات السفر المستدام، يحتاج القطاع إلى الإسراع فى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من بصمته الكربونية، مع مواصلة تقديم المزايا التجارية والوفورات المالية فى فترة تتسم بالتنافسية العالية فى ظل سعى القطاع لتجاوز الضغوطات المالية.

ونوه الأسعد، إلى تقرير سيتا لتكنولوجيا معلومات حول المسافرين عام 2020، والذى كشف أنّ %80 من المسافرين كانوا قلقين «إلى حد ما» بخصوص التغير المناخي، بينما أعرب حوالى 4 من أصل كل 10 أشخاص عن قلقه «البالغ» بهذا الشأن، مع توقعات بتزايد هذه المخاوف.

ولفت إلى أنه رغم ذلك فارتفاع الطلب على السفر المستدام يوفر العديد من الفرص الجديدة أمام قطاع الطيران، إذ كشف التقرير أيضاً وجود اهتمام كبير بالبنية التحتية المستدامة للمطارات، واستخدام حلول تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتعزيز الكفاءة.

وأشار إلى أن العديد من المطارات وشركات الطيران بدأت بالفعل الاستجابة لتفضيلات المسافرين، عبر تنفيذ مبادرات لإنشاء بنى تحتية أكثر ذكاء واستدامة.

وذكر أن النسخة الأخيرة من تقرير سيتا لتكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوّى أبرز أنّ استخدام حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لأغراض الاستدامة بات على رأس أولويات العديد من شركات الطيران، بما فى ذلك الحلول المصممة لتحسين مسارات رحلات الطيران.

أمتعة المسافرين

أكد الأسعد أنه لا تزال مسألة سوء مناولة الأمتعة تؤثر على المسافرين فى جميع أنحاء العالم، متابعا أنه مع بدء تعافى قطاع النقل الجوى عام 2021، كشف تقرير سيتا لتكنولوجيا المعلومات فى مجال الأمتعة عن وصول المعدل العالمى للحقائب التى كانت عرضة لسوء المناولة لكل مسافر إلى 4.35، بزيادة نسبتها %24 عن عام 2020.

وأضاف أن هذه الأزمة استمرت عام 2022، إذ سجل نظام (WorldTracer®) من سيتا، المصمم لتتبع ومطابقة الأمتعة والذى يحتوى على بيانات حوالى 500 من مزودى خدمات المناولة الأرضية وشركات الطيران فى 2.800 مطار حول العالم، زيادة بحوالى 3 أضعاف فى عدد الأمتعة التى كانت عرضة لسوء المناولة بين شهرى يناير ومارس للعام الماضي، وبمقدار 5 أضعاف فى الفترة بين أبريل ويونيو من العام ذاته، بالمقارنة مع الفترات ذاتها من عام 2021.

نقص أعداد الموظفين يعرض أمتعة المسافرين لسوء المناولة.. والحل في الاستثمار بالتكنولوجيا الذكية

وأرجع الأسعد الأسباب وراء سوء مناولة الأمتعة إلى نقص أعداد الموظفين لدى شركات الطيران والمطارات ومزودى خدمات المناولة الأرضية.

وأشار إلى أن الشركات عمدت إلى تقليص عدد الموظفين لديها لتجاوز تداعيات الجائحة، مما أثر بشكل كبير على موارد وخبرات إدارة الأمتعة، وتسبب فى أن الشركات أصبحت غير مستعدة للانتعاش السريع لحركة الركاب خاصة خلال فصل الصيف، لتجد الشركات نفسها مضطرة للانتقال من عقلية تجاوز الأزمة نحو تشغيل كامل عملياتها دون وجود الأعداد الكافية من الموظفين.

ولفت إلى أن تسريع عمليات التوظيف لتلبية الاحتياجات الجديدة لم يكن خيار سهلاً أيضاً، خاصة فى ضوء الاختلالات التى تعانيها سوق العمل، مما أدى إلى استمرار المشكلة.

ويرى الأسعد أن الحل يكمن فى الاستثمار بالتكنولوجيا الذكية الكفيلة بأتمتة العمليات الأساسية، والذى يُتيح للمطارات وشركات الطيران إعادة تعيين القوى العاملة المتاحة لأداء المهام الأكثر إلحاحاً.

وتابع: كما يُعزز القطاع بفضل الأتمتة والتحوّل الرقمي، سُبل الاستفادة من خبرات موظفيه، فضلاً عن الحفاظ على رضا المسافرين وتحقيق نسبة كبيرة من الوفورات من حيث التكاليف والوقت، مشيرا إلى أن التكنولوجيا توفر المرونة اللازمة لتكييف العمليات مع مستويات الطلب الحالية، وهى إحدى أبرز المزايا المنشودة فى أوساط الشركات خلال هذه الفترة.

جائحة كوفيد - 19

قال الأسعد، إن تحول المطارات الفارغة والطائرات المتوقفة على المدرجات أصبح مشهدا مألوفا على مستوى العالم الأعوام القليلة الماضية،متأثرة بتداعيات جائحة كوفيد-19 المالية والتشغيلية على قطاع الطيران.

وأشارإلى أن تلك المرحلة اتسمت بصعوبتها البالغة بالنسبة للمطارات وشركات الطيران، التى اضطرت لتكييف عملياتها بما يتناسب مع الاحتياجات المتغيرة للقطاع.

ولفت إلى أن المطارات وشركات الطيران أظهرت مستويات عالية من المرونة فى اعتماد الحلول التقنية لإستعادة ثقة المسافرين.

وأوضح أنه سيكون للتعامل مع الرقابة الصحية للمسافرين والطوابير الطويلة والازدحام عند نقاط التفتيش، بالإضافة إلى سوء مناولة الأمتعة وغيرها، دوراً محورياً فى ضمان التعافى الكامل للقطاع، وتعزيز تجارب السفر الآمنة وغير التلامسية، فى ظل تعافى القطاع واستئناف حركة السفر.

وفى سياق متصل، استطرد الأسعد قائلاً أنه قد لمس مدى الضغوط التى تسبب بها التعافى السريع فى أوروبا على المطارات وشركات الطيران، خاصة وأنّ هذا النوع من التحديات ينمو بشكل واضح بالتزامن مع ارتفاع حركة السفر، وبناءً عليه تعمل المطارات وشركات الطيران على تسريع استثماراتها لخطط التحول الرقمي.

معالجة التحديات

ولفت إلى أنه رغم التعافى القوى المسجل فى أغلب مناطق العالم خاصة منطقة الخليج، لكن قطاع الطيران لا يزال يعانى من الضغوط المالية الكبيرة التى تفرضها الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة.

وأضاف الأسعد، أن «دراسة الطريق نحو النجاح» الصادرة عام 2021، حددت 5 مجالات حيوية لإعادة بناء قطاع النقل الجوى عامى 2021 و2022، مؤكدة أن التكنولوجيا تمثل أحد أبرز العوامل لتحقيق التميز.

وذكر أن تقرير سيتا لتكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوّى 2020، أشار إلى انخفاض مستوى الإيرادات وارتفاع أعداد المسافرين، الذى دفع شركات الطيران والمطارات إلى إعادة تركيز أولويات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات لمواجهة هذه التحديات.

وتابع أن القطاع يحتاج فى الوقت الحالى إلى مجموعة من الحلول التى تتمحور حول تجربة المسافر غير التلامسية، مع التركيز على المرونة والكفاءة من حيث التكاليف.

ونوه بأن الشركة سارعت إلى تعزيز محفظة خدماتها بباقة من الحلول والمنتجات المحدثة أو الجديدة على نحو ينسجم مع أولويات القطاع فى إدارة التقلبات التى يشهدها، وبشكل يعزز عائداته الاستثمارية.

حركة المسافرين

وأشار الأسعد إلى أن التقرير العالمى الأخير لمجلس المطارات الدولى بشأن آثار جائحة كوفيد-19 على المطارات، يتوقع عودة حركة المسافرين المحلية فى العالم للمعدلات المسجلة قبل الجائحة بحلول الأشهر الأخيرة من العام الجاري.

وتابع أن التوقعات تشير إلى أنّ حركة المسافرين الدولية تحتاج لفترة أطول قليلاً للتعافى إذ تتطلب عاماً إضافياً، مع توقعات بعودتها إلى مستويات 2019 بحلول النصف الثانى من عام 2024.

المسئولية المجتمعية

قال الأسعد إن الشركة تهتم فى المقام الأول بأعمالها والحد من بصمتها الكربونية، إذ حصلت سيتا عام 2021 على اعتماد الحياد المناخي، بما ينسجم مع بروتوكول حيادية الكربون.

وأضاف أن الشركة تعمل على مساعدة عملاءها خلال رحلتهم نحو الاستدامة وتطوير حلول جديدة تدعم مساعى قطاع الطيران لتحقيق أهدافه على صعيد الحياد الكربوني، ويشمل الحد من استهلاك الوقود وتعزيز الكفاءات التشغيلية فى المطارات.