«وول ستريت جورنال»: نهاية العولمة تعيد تشكيل طرق التجارة الدولية

يبدو أن العالم متجها نحو المزيد من التخلى عن العولمة والاندماج فى تكتلات جغرافية بعينها، الأمر الذى سيقود إلى إعادة تشكيل حركة التجارة العالمية،

Ad

يبدو أن العالم متجها نحو المزيد من التخلى عن العولمة والاندماج فى تكتلات جغرافية بعينها، الأمر الذى سيقود إلى إعادة تشكيل حركة التجارة العالمية، وظهور طرق ومسارات جديدة.

وحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إنهاء العولمة يحدث بينما تظهر «دول فائزة جديدة» قادرة على اغتنام الفرص الناتجة عن هذا التحول، وعلى رأسها المكسيك وفيتنام وإندونيسيا وتايلاند التى تعزز موقعها فى سلاسل الإمداد العالمية على حساب الصين.

نهاية العولمة

وفقًا للصحيفة الأمريكية، تلقت التجارة العالمية ضربات كبيرة فى عام 2022، وتقلصت تدفقات السلع الروسية إلى أوروبا إلى حد كبير، كما أدى الإغلاق فى الصين إلى تعطيل سلاسل الإمداد.

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن عملت أيضا على تعزيز بعض الصناعات محليا بغرض تقليل الاعتماد الخارجى عليها، فقدمت إعانات ضخمة لمصنعى الرقائق الإلكترونية وبطاريات السيارات الكهربائية، وكلاهما صناعتين تهيمن عليهما آسيا حاليا.

وتأتى خطوة بايدن، بعد جولة سابقة ضد العولمة اتخذها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، حيث أطلق العنان فى عام 2018 لفرض التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، وتعزيز الواردات الأمريكية من دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وإندونيسيا وتايلاند على حساب الصين.

الاكتفاء الذاتى فى الطاقة

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب فى أوكرانيا أدت إلى إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية، وإعادة توجيه صادرات الطاقة الروسية إلى الصين والهند وزيادة الواردات الأوروبية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط دون زيادة الاكتفاء الذاتى لأوروبا.

وذكرت أن أوروبا تريد تغيير هذا الوضع من خلال بناء مصادر للطاقة المتجددة، إلا أن هذه الاستراتيجية طويلة الأجل من شأنها زيادة الواردات من السلع غير المرتبطة بالطاقة مثل النحاس، علاوة على أن مشروعات محطات الرياح تعوقها حاليًا سلاسل الإمداد العالمية، فضلا عن الاختناقات المحلية.

وقالت إن إنهاء العولمة ليس بالأمر الهين، مشيرة إلى أنه منذ الجائحة، كانت عودة التضخم بمثابة تذكير بأن المستهلكين لا يقبلون بسهولة تكلفة التوترات التجارية المتزايدة.

وبحسب الصحيفة، يمكن أن تساعد الإعانات فى عدد قليل من القطاعات، مثل الرقائق الدقيقة والبطاريات.

طرق تجارة جديدة

ومع ذلك، ستظهر طرق تجارية جديدة، أو ستتوسع الطرق الحالية لتحل محل الطرق المهددة، فعلى سبيل المثال، ستتطلب مصانع البطاريات الجديدة فى الولايات المتحدة كميات هائلة من المدخلات من مراكز التعدين فى أستراليا وتشيلى وكندا.

وقالت الصحيفة إن المكسيك تتمتع بأجور أقل من الصين، وهى منطقة تصنيع قوية ترتكز عليها صناعة السيارات، كما تتمتع بموقع جغرافى مثالى لخدمة السوق الأمريكية.

وأضافت الصحيفة أن محللى بنك أوف أمريكا يرون بعض الأدلة على حدوث ذلك، حيث ارتفعت واردات الولايات المتحدة من السلع المصنعة فى المكسيك بنسبة %60 تقريبًا فى أكتوبر مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة.

وزادت المكسيك حصتها من الواردات الصناعية منخفضة التكنولوجيا من الولايات المتحدة، بينما خفضت الصين حصتها.

وأوضحت الصحيفة أن الدول التى تتطلع إلى أن تحل محل الصين فى تزويد الولايات المتحدة بالإمدادات قد تحتاج إلى استثمارات كبيرة.