تمكنت مجموعة «جى فى» للاستثمار، من إبرام عدد من الشراكات مع كيانات محلية وأجنبية، خلال الفترة الماضية، لتنفيذ أعمال صناعية فى مشروعها الأكبر «مدينة طربول» بالقرب من مركز أطفيح بمحافظة الجيزة.
وتعمل المجموعة فى الوقت الحالي، على الانتهاء من التفاصيل الأخيرة للإعلان عن التحالف الفائز بتنفيذ أعمال البنية التحتية للمدينة، بقيمة إجمالية تصل إلى 3 مليارات دولار، بعد أن نجحت فى إتمام شراكة مع «جى آى جي»، الرائدة فى مجال التأمين، والتى ستتولى كل التغطيات التأمينية المرتبطة بمشروعات المدينة.
وأجرت «المال» حوارًا موسعًا مع شريف حمودة، رئيس مجلس إدارة مجموعة «جى في» للاستثمار والتنمية المالكة للمدينة الصناعية الأكبر «طربول»، للحديث عن الموقف الحالى بها، وآخر تطورات مشروعى تايم إسكوير بورسعيد، ووايت ساند الساحل الشمالي، وخططها خلال المرحلة المقبلة.
وقال «حمودة» إن ما تشهده «طربول» خلال الفترة الأخيرة يعد مفاجأة كبرى، فى ظل حالة الطلب المتزايد من المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، للتواجد بمشروعات داخل المدينة الصناعية الأكبر فى المنطقة.
وأوضح أن المجموعة استقبلت خلال الأيام الأخيرة العديد من الطلبات، بغرض تنفيذ أنشطة صناعية داخل «طربول»، جاء أغلبها من مستثمرين محليين، وانتهت من عملية الاتفاق مع بعضهم.
وأضاف أننا استقبلنا عددًا من الطلبات لشركات دولية، ربما يكون عددها ليس كبيرًا، لكنها بحجم استثمار ضخم، وبعضها سيكون له دور فى توطين عدد من الصناعات التى تحتاج إليها مصر وبشكل قوي.
وأشار إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد الإعلان عن تعاقد ضخم مع إحدى الشركات العالمية القادمة من منطقة شرق آسيا، لتنفيذ مشروع صناعى ضخم بمكونات محلية، ربما تتجاوز الـ80%، وهو ما سيكون له دور فى زيادة معدلات التصدير.
واعتبر «حمودة» أن مجمع صناعات مواد البناء يأتى على رأس المشروعات التى تعمل «جى في» على الانتهاء منه، وبشكل عاجل، وبما يضمن توطين هذه الصناعة، ويقلل من فاتورة الاستيراد، خاصة أن القطاع العقارى يعتمد بشكل أساسى على هذه المواد.
واستكمل أن المدينة ستشهد إقامة 3 مصانع جديدة لإنتاج الحديد، كما تجرى مفاوضات خلال الأيام الحالية لمصنعين آخرين فى ذات المجال، مشيرًا إلى أن هذه المصانع مملوكة بشكل كامل للقطاع الخاص.
وحول تأثير هذه الصناعات على المدينة، قال «حمودة» لدينا موافقة بيئية «ج» على 5 آلاف فدان، وهو الأمر الذى لا يعنى أننا سنسمح بتواجد صناعات لها تأثيرات بيئية، خاصة أن أحد أهم الأهداف التى نسعى لتحقيقها هو تنفيذ مشروعات صناعية صديقة للبئية، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن المدينة سيتم تشغيل %80 منها بالطاقة النظيفة.
وأكد أن «جى في» بصدد الإعلان أيضًا عن شراكات مع كيانين عالميتين، رافضًا الإفصاح عن الشركات ونوع النشاط، لافتًا إلى أن المجموعة لديها قناعة متعلقة بعدم الإعلان عن أى شراكات إلا بعد الانتهاء منها بشكل نهائي.
وانتقل «حمودة» لعملية الشراكة مع شنايدر إليكتريك، مشيرًا إلى أنه بمقتضى الاتفاق ستقوم الأخيرة بتقديم الحلول الذكية لإدارة الطاقة داخل المدينة، بما لديها من حلول لجميع القطاعات، ودعم استراتيجية الشركة فى توفير الحلول الكهربائية لإدارة الطاقة التى تشمل اللوحات الذكية، ومراقبة الطاقة والتحكم فيها، والدوائر الذكية، وشاشات الاستهلاك، وتطبيقات التحكم، ومن خلال الشبكات الكهربائية التى تضمن الحد الأدنى من أوقات التعطل وكفاءة الطاقة.
وأوضح أن الأعمال تتضمن تطوير البنية التحتية للمدينة، إلى جانب محطات الطاقة التى ستخدم المشروع، من خلال بيع الكهرباء للمصانع التى ستتم إقامتها، إذ تبلغ الطاقة التقديرية للمدينة حوالى 13 ألف مصنع، وتوفر أكثر من 650 ألف فرصة عمل، وتتضمن المرحلة الأولى سوق الجملة ومنافذ تجارة التجزئة، ومنطقة التبريد المركزية، ومنطقة التخزين الجافة.
وأشار إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن التحالف الفائز بأعمال البنية التحتية للمدينة، مؤكدًا أنه يضم شركتين، إحداهما محلية والأخرى دولية، بحجم استثمار قدر بـنحو 3 مليارات دولار.
وأضاف إننا وصلنا للمرحلة النهائية بعد أن شهدت عملية طرح أعمال البنية التحية منافسة قوية بين 5 شركات، منها شركتان محليتان، وأخرى خليجية، وإسبانية، وفرنسية، بعد أن قامت المجموعة بدراسة العرضين الفنى والمالى المقدم من الشركات.
وحول تفاصيل الشراكة مع «جى آى جي» للتأمين مصر، قال «حمودة» إن مجموعة «جى فى للاستثمار» وقعت مذكرة تفاهم مع «جى آى جي»، بوساطة من شركة «لوكتون لوساطة التأمين»، بموجب المذكرة تتولى «جى آى جي» للتأمين كل التغطيات التأمينية المرتبطة بمشروعات المدينة الصناعية الأكبر فى الشرق الأوسط «طربول».
واعتبر أن هذا الاتفاق يأتى فى إطار استكمال كل خدمات «طربول»، ومن ضمنها خدمات التأمين الشاملة، لافتًا إلى أن «جى فى للاستثمار» تسعى للتعاون مع كبرى الشركات فى كل المجالات لتوفير مستوى عالٍ من الكفاءة والجودة فى عمليات التشغيل والإدارة، خاصة أن مشروع «طربول» من أهم المشروعات القومية التى مستهدف أن تصبح أكبر المدن الصناعية فى المنطقة، بهدف توطين العديد من الصناعات.
ولفت إلى أن الاتفاق مع «جى آى جي» جاء فى إطار إيمان الشركة بأهمية توافر تغطية تمويلية لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية، فى مشروع يتوافر به كل الإمكانات والخدمات والضمانات اللازمة، منوهًا بأن هذه الخطوة، ورغم أنها جديدة من نوعها على السوق المصرية، لكنها متبعة لدى أغلب دول العالم، بهدف جلب المزيد من المستثمرين.
وحول التمويلات التى تسعى «جى فى» للحصول عليها، قال «حمودة»: توصلنا لاتفاق مع بنكين للحصول على تمويل وصفه بـ«الضخم»، ومن المقرر أن يتم الإعلان عنه خلال الأسبوع المقبل، بعد الانتهاء من عملية مراجعة العقود.
واعتبر «حمودة» أن المجموعة ربما وجدت صعوبة فى الحصول على تمويلات عند الإعلان عن المشروع، لكن بمجرد انطلاق العمل، وارتفاع حجم الطلب على «طربول»، سارعت العديد من البنوك سواء المحلية أو الأجنبية لتقديم عروض تمويلية.
واستطرد أن ما شهدته البلاد خلال الفترة الأخيرة، وتأثرها بالأوضاع العالمية، كان له دور كبير فى تغيير قناعات الكثيرين حول رفاهية الاستيراد والاعتماد على المنتج المحلي، فى ظل التوجه العام للدولة المصرية، حول توطين الصناعات، ودعم هذا الملف.
وانتقل «حمودة» لمشروع «جى فى» لإدارة وتطوير نادٍ رياضى اجتماعى فى قلب محور محمد نجيب بمنطقة التجمع الخامس، وذلك كمطور تنفيذي، فى إطار اهتمامها بتوفير تجربة فريدة فى مجال الرياضة.
وقال إن النادى يقام على مساحة 18 فدانًا، باستثمارات نحو 2 مليار جنيه، ويجمع بين مفهوم النادى الاجتماعى والرياضى والخدمي، إذ يوفر خدمات فندقية، ومركزًا تجاريًا واستاد.
وأضاف إن النادى يحتوى على مساحات خضراء بنسبة %88 من إجمالى المساحة، فضلًا على 5 حمامات سباحة، وملاعب «كرة قدم، كرة يد، كرة سلة، كرة طائرة، تنس، وكروكيه».
وأشار إلى أن الهدف من المشاركة فى هذا المشروع، هو إنشاء نادٍ على مستوى راقٍ فى التجمع الخامس، بأحدث المواصفات العالمية، كما سيوفر منشأة متميزة تجمع تحتها الرياضيون بمختلف أعمارهم، ويتولى التدريب فيها نخبة من أفضل المدربين فى مختلف الرياضات، تحت إشراف متخصصين محترفين ومعتمدين دوليًا.
وأضاف أنه تم التعاقد مع واحدة من أبرز الشركات الإيطالية المتخصصة فى إدارة المنشآت الرياضية العالمية، لتشارك فى إدارة النادى على أحدث المعايير الدولية، وتوفير أنشطة رياضية واجتماعية وترفيهية مناسبة لجميع أفراد الأسرة.
وحول آخر تطورات مشروعى «تايم سكوير بورسعيد» و«وايت ساند الساحل الشمالي»، أكد رئيس مجلس إدارة «جى في»، أن المشروعين يتم السير فيهما وفقًا لما هو مخطط لهما، مشيرًا إلى أن المجموعة أنهت وبشكل كامل كل الموافقات والتراخيص والتعديلات التى طلبت على مشروع وايت ساند الساحل الشمالي.
وأضاف أن عملية المبيعات تسير بشكل جيد، فى ظل الإقبال المتزايد عليهما، سواء من العملاء المحليين أو الخليجيين، فى ظل مساعى المجموعة لتقديم مشروعات فريدة من نوعها، تحقق التنمية المستدامة والرفاهية.
وانتقل «حمودة» لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وما له من تداعيات على العديد من القطاعات، معتبرًا أن هذه الزيادة لم تكن أبدًا ضد المطورين أو القطاع العقارى بشكل كامل، فمع الصعود فى سعر الصرف يعمل المطورون على زيادة أسعار منتجاتهم، مشددًا على ضرورة دراسة المشروع بشكل جديد، وعدم طرحه للبيع بشكل كامل، بما يضمن تعويض أى خسائر يتعرض لها المطور، نتيجة ارتفاع سعر مواد البناء.
وأضاف أن تخفيض سعر العملة أرى -وبخلاف الكثيرين- أنه فى مصلحة الاقتصاد المصري، واعتبر أنه ميزة جديدة للسوق، فالصين على سبيل المثال وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل تخفيض عملتها، وهو ما جعلها تغزو العالم اقتصاديًا خلال سنوات قليلة.
وتأسست «جى في» عام 2019 برؤية ترتكز على التعزيز الاجتماعى والاقتصادى والبيئي؛ تضع نصب عينيها أن تصبح المطور الأساسى فى مصر.
وتهدف «جى في» إلى التركيز على التنمية العقارية المستدامة، ولديها محفظة متنوعة من المشروعات فى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وطنطا والساحل الشمالي، كما تمتلك محفظة جيدة من مشروعات إعادة التطوير فى كل من المدن الحديثة والتاريخية فى جميع أنحاء البلاد.
وتتنوع مشروعاتها بين السكنية والتجارية والصناعية؛ وتضع عملاءها فى أولوية أعمالها، مع وضع الابتكار والخبرة فى الاعتبار.
ويعد مشروع «طربول» مدينة صناعية تكنولوجية خضراء، تقام على مساحة 109 ملايين متر مربع، صدر قرار جمهورى بتخصيص المساحة التى ستقام عليها فى العام 2016 لصالح الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان التابعة لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وتم توقيع اتفاق مع شركة «جى فى» لتتولى عملية تطوير المشروع.
ويشمل المشروع، مدينة صناعية متكاملة تضم 12 منطقة صناعية، وتجارية وسكنية، وأخرى فندقية، بإجمالى 15 ألف منشأة، بمساحات تتراوح من 500 متر إلى 40 ألف متر مربع.
وتضم المدينة مناطق صناعية بأنشطة مختلفة منها «البناء والتشييد، والرخام»، وإعادة التدوير، ووادى الغذاء، ومدينة طبية، ومستودعات لوجستية، ومن المخطط أن يتم تنفيذها على 6 مراحل خلال 10 سنوات.
