تزايد الكثافة السكانية وتوافر الخدمات يدفعان مطورين لتنفيذ مشروعات متعددة الاستخدامات بالقاهرة الجديدة

تزايدت فى الفترة الأخيرة ظاهرة إعلان مطورين عقاريين عن إنشاء مشروعات سكنية فاخرة تتضمن أجزاءً إدارية وترفيهية وذلك على مساحات كبيرة بمنطقة القاهرة الجديدة

Ad

تزايدت فى الفترة الأخيرة ظاهرة إعلان مطورين عقاريين عن إنشاء مشروعات سكنية فاخرة تتضمن أجزاءً إدارية وترفيهية وتجارية وفندقية، وذلك على مساحات كبيرة بمنطقة القاهرة الجديدة، وهو ما ظهر فى جملة من المشروعات التى تم الإعلان عن تنفيذها مؤخراً.

والمشروعات التى تم الإعلانات عنها ذات استثمارات ضخمة، بعضها يعد تجمعا عمرانيا متكاملا يشهد تنفيذ وحدات سكنية وتجارية وإدارية، وبعضها تجارية وإدارية مجتمعة، أو منفصلة، الأمر الذى وصفه عدد من الخبراء بالطبيعى، فى ظل الإقبال المتزايد على الوحدات التجارية والإدارية فى منطقة شرق القاهرة.

«المال» تستعرض فى هذا التقرير عدد من المشروعات التجارية والإدارية التى تم الإعلان عنها مؤخرا فى منطقة شرق القاهرة وكذلك الوقوف على أسباب الإقبال على هذه الوحدات خلال الفترة الأخيرة.

فى يونيو الماضى أطلقت الشركة السعودية المصرية للتعمير مشروع «سنترال»، بالقاهرة الجديدة، والذى يعد أحدث مشروعاتها.

ويعد مشروع «سنترال» وبحسب محمد طاهر الريس التنفييذى للشركة، أحدث مشروع إدارى تجارى متعدد الاستخدامات بالقاهرة الجديدة، بإجمالى تكلفة استثمارية يصل إلى 10.3 مليار جنيه، على مساحة بنائية قدرت بـ 160 ألف متر ومساحة الأرض حوالى 21 فدانا.

ويقع المشروع فى أحد أهم المناطق الاستراتيجية بالقاهرة الجديدة وأكثرها تميزا، كما أنه يتمتع بإطلالة بانورامية على المحاور الرئيسية الثلاثة للقاهرة الجديدة؛ التسعين الشمالى والجنوبى، ومحور محمد نجيب.

وأكد أن المشروع يلبى احتياجات الشركات وأصحاب الأعمال والزوار، ويخدم أكثر من مليون نسمة تسكن هذه المنطقة، متوقعة أن يصل إجمالى السكان إلى 6 ملايين نسمة بحلول عام 2030.

ويضم مشروع «سنترال» عددا كبيرا من الوحدات التجارية والإدارية ذات المساحات المختلفة حيث تتراوح مساحة الوحدة الإدارية من 114م حتى 490 م، تم تصميمها وفقا لأحدث نظم تصميم الوحدات الذكية المستخدمة عالميا، وتدعيمها بأحدث أنواع البنية التحتية التكنولوجية ووسائل الاتصال.

وأضاف أن ذلك بالإضافة لساحة انتظار سيارات كبيرة تم تصميمها على 3 أدوار تحت الأرض بكامل مساحة المشروع، لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الزوار والعاملين والملاك، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال إنشاءات المشروع 4 سنوات تقريبا.

وأشارت الشركة حينها، إلى أن عملية الطرح ستشهد وجود أنظمة سداد مختلفة بمقدمات حجز تبدأ عند %10 من قيمة الوحدة ولفترات سداد تصل عند 6 سنوات.

روك ريدكون

ما أطلقته الشركة السعودية المصرية للتعمير سبقه مشروع كبير تمتلكه شركة روك ريدكون للمراكز التجارية والإدارية، يحمل اسم جولدن جيت بحجم استثمارات يتجاوز الـ 20 مليار جنيه، قالت الشركة المالكة أنها أنفقت نحو 2.5 مليار جنيه على المشروع حتى الآن.

وتعد روك ريدكون المالك والمطور لمشروع جولدن جيت وهى مملوكة بالكامل لشركة ريدكون للتعمير وتأسست برأسمال مرخص 5 مليارات جنيه والمدفوع 1.5 مليار جنيه.

ويعتبر مشروع جولدن جيت هو أول مشروع متعدد الاستخدامات بنظام البناء الأخضر، ويشمل 29 مبنىً تجاريًا وإداريًا على مساحة 161 ألف متر مربع، كما أنه يشمل أكبر جراج بسعة 8 آلاف سيارة.

ويبلغ أعلى ارتفاع للمكاتب الإدارية 4 أمتار والمحال التجارية 6 أمتار، ويتمتع المشروع بأكبر واجهة على التسعين الجنوبى تعادل 1.25 كم أمام الجامعة الأمريكية مباشرة، وبين محطتين بمشروع المونوريل.

ويضم المشروع نحو 100 ألف متر مربع من المساحات التجارية والترفيهية، و100 ألف متر مربع أخرى من الوحدات الإدارية، بالإضافة إلى بدروم بمسطح 250 ألف متر مربع على دورين يشمل مواقف للسيارات بسعة استيعاب تصل إلى 8 آلاف مركبة ويشمل نحو 20 مدخلا ومخرجا لسهولة الحركة.

وقالت الشركة فى بيان سابق لها، إنها تهدف إلى تطوير وتنفيذ المشروع على مرحلتين، ومن المقرر بدء التسليم للمرحلة الأولى خلال النصف الأول من عام 2024 .

وأضاف انتهت الشركة من أعمال الحفر وتجهيز الموقع وتجهيز خلاط الخرسانة بنظام العمارة الخضراء، كما حصلت الشركة على القرار الوزارى المتعلق بالمشروع والتراخيص للمرحلة الأولى وذلك بعد انتهاء أعمال التصميمات.

وأشار إلى أن نظام العمارة الخضراء الحديثة فى جميع عناصر مشروع جولدن جيت سيرفع تكلفة التنفيذ لنحو %10 ولكنه فى المقابل سيوفر فى معدلات الاستهلاك للطاقة ويتيح للشركة الحصول على تمويل ميسر من خلال السندات الخضراء الموجهة لهذه النوعية من المشروعات التى تطبق جميع معايير الاستدامة.

وأضاف أن المبانى الخضراء وفقا للدراسات توفر %30 من تكلفة التشغيل وتزيد من الإنتاجية للعنصر البشرى بما يتراوح ما بين 30 إلى %40.

وعن تأثير المتغيرات الاقتصادية على مستهدفات الشركة، قال المهندس طارق الجمال رئيس مجلس إدارة روك فى تصريحات له: إن القرارات الاقتصادية أثرت على إجمالى تكلفة المشروع لترتفع بمعدل 20 إلى %22، كما أن الشركة كانت لديها رؤية مستقبلية لأبعاد الأزمة الاقتصادية وقامت بتعديل أسعار المشروع قبل الطرح بزيادة تتراوح بين 20 إلى %30 وبعد ذلك أقرت زيادة فى الأسعار %10 وفقا للمتغيرات الاقتصادية وتستعد لإجراء زيادة أخرى فى ضوء آخر المستجدات.

وعن خطة الشركة للتوسع فى السوق العقارية، قال الجمال، إن جولدن جيت يعد أول مشروعات شركة روك فى السوق وتسعى لتكراره بمكوناته فى عدة مدن أخرى على رأسها العلمين الجديدة والمنصورة الجديدة.

وعن حجم المنافسة فى القاهرة الجديدة فى ظل تعدد المشروعات متعددة الاستخدامات، قال إن المشروعات تعمل ليُكمل بعضها البعض، خاصة أن القاهرة الجديدة البالغة مساحتها 80 ألف فدان تبحث عن مركز للمدينة ووجود منافسين يزيد من قوة المدينة كمركز للتجارة فى ظل عدم وجود منطقة صناعية بالقاهرة الجديدة لتصبح واجهة النشاط التجارى والإدارى، وبالتالى فإن المنافسة فى صالح المطورين وتخلق المزيد من الوعى حول تنفيذ العمران الأخضر.

ذا أرك

لم يمر الكثير حتى خرجت واحدة من الشركات العقارية الوافدة على السوق؛ لتعلن فى منتصف أكتوبر من العام الجارى عن تنفيذ مشروع عمرانى متكامل، يشمل إقامة وحدات سكنية وإدارية وتجارية، علاوة على المشروعات الخدمية والترفيهية فى ذات المنطقة بحجم استثمار قدر حينها بـ 5 مليارات دولار.

المشروع الجديد حمل اسم «أرك»، تعمل شركة «ذا أرك للتنمية العقارية» على تنفيذه، بعد أن وقعت عقد تطويره مع الشركة المالكة للأرض وهى شركة «أويا الليبية»، مشيرة إلى أنها تستهدف مبيعات تفوق الـ 100 مليار جنيه وهى الفترة التى كان يعادل الدولار فيها 19.7 جنيه.

وأكدت الشركة فى حينه أن حجم الاستثمار المقدر للمشروع يبلغ 30 مليار جنيه، وأن المشروع سيقام على مساحة 92 فدانا، وهو مشروع عمرانى متكامل، سيستغرق إنجازه 10 سنوات، تطلق المرحلة الأولى منه نوفمبر الجارى، وتبدأ عملية تسليم الوحدات خلال 3 سنوات.

وأضافت الشركة والتى لم يمر على تأسيسها سوى عام واحد، أن رأس المال المدفوع لها يبلغ 500 مليون جنيه، منوهة بنيتها تمويل المشروع بشكل ذاتى، وأن عملية اللجوء للتمويلات البنكية سيتم تحديدها حسب الحاجة.

يتكون هيكل مساهمى «ذا أرك» من تحالف استثمارى يضم «الصافى جروب، وعبد المقصود جروب، والعرجانى جروب، وأرابيلا جروب».

وان ناينتي

كما تشهد منطقة شرق القاهرة، تنفيذ واحد من المشروعات الكبرى التى قامت به شركة LMD للتطوير العقارى، وهو مشروع «وان ناينتى القاهرة الجديدة» على مساحة 82 فدانا.

ويتميز مول «وان ناينتى» بالموقع الجغرافى المتميز حيث يقع فى قلب التجمع الخامس بالقرب من أهم المناطق الحيوية المهمة والطرق والمحاور الرئيسية المهمة.

وقامت شركة لاند مارك صبور للتطوير العقارى بتوفير جميع الخدمات والمرافق العامة التى تلبى رغبات واحتياجات جميع العملاء، إلى جانب ذلك قامت بتوفير العديد من الوحدات المتنوعة من حيث المساحات المختلفة التى تناسب جميع العملاء.

وقالت الشركة إن مشروعها يتميز بالتصميمات الهندسية الراقية التى تناسب جميع العملاء والتى قام بها أمهر المهندسين المعماريين فى مجال الاستثمار والتطوير العقارى.

وأضافت أن الوحدات المطروحة فى المشروع تتنوع بين تجارية وإدارية وطبية، وحددت أنظمة السداد بدفع %10 كمقدم حجز وتقسيط باقى المبلغ على 5 سنوات.

ويقع المشروع بالقرب من الجامعة الأمريكية حيث تصل المسافة بينهما لحوالى 10 دقائق فقط، وبالقرب من المعادى ومصر الجديدة، كما تبلغ المسافة بين المشروع ومطار القاهرة الدولى ما يقرب من 15 دقيقة.

وقال المهندس عمرو سلطان، العضو المنتدب لشركة LMD، إن «وان ناينتى» يعد من المشروعات المتكاملة، ويشمل 700 غرفة فندقية، كما يشمل إقامة فندق دبليو، والذى يقام ولأول مره فى مصر وأفريقيا، ويضم 400 غرفة، وهو من البراندات الفاخرة لمجموعة ماريوت العالمية.

وأشار إلى أن الشركة ستقوم بعرض وحداتها الإدارية فى أكبر مجمع إدارى بشرق القاهرة، بالإضافة إلى المنطقة التجارية، والتى يرى أنها نفذت بطريقة ممتازة، بحكم الخبرات الكبيرة التى شاركت فى تنفيذها.

وأكد سلطان أن المشروع يشمل 15 نوعًا من الأنشطة المختلفة، خُطط لتنفيذها على 6 مراحل كل مرحلة تشمل تنفيذ 6 مبانٍ، مجمع للوحدات الإدارية والتجارية، وفندق خمس نجوم، وشقق فندقية ذات العلامات التجارية.

وأضاف: الفترة الماضية شهدت طلبًا كبيرًا على المشروعات الإدارية والتجارية، خاصة فى ظل ارتفاع القيمة الإيجارية المكاتب الفاخرة ونقص المعروض منها للإيجار، وهو ما دفَعَنا لإقامة مركز أوفيس بارك الإدارى لتقديم تجربة جديدة ومبتكرة للمكاتب فائقة الجودة، وهو مشروع تنفذه بالتعاون مع «العربى الأفريقى».

فوزى: عملية تقسيم منطقة شرق القاهرة تمت بشكل جيد ومواكب للتطور العمرانى بالعالم

وقال المهندس فتح الله فوزى رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال، إنه وبرغم الطلب المتزايد الذى تشهده العاصمة الإدارية الجديدة منذ انطلاق المدينة، إلا أن الأبحاث تشير إلى ارتفاع الطلب على الوحدات الإدارية والتجارية وحتى السكنية فى منطقة القاهرة الجديدة.

وأرجع فوزى فى تصريحات لـ«المال» أسباب زيادة الإقبال على شراء الوحدات فى هذه المنطقة لتنوع المشروعات السكنية والوحدات والمساحات وانتشار العديد من الخدمات الطبية والتعليمية والتجارية.

وأوضح أنه كما أن عملية تقسيم هذه المنطقة تم بشكل جيد ومواكب للتطور العمرانى الذى يشهده العالم، وما تشهده من عمران سكنى يجعلها هى الأفضل حتى الآن، مشيرا إلى أن عددا من المستثمرين يبحث عن النقطة الأقرب للعاصمة الإدارية خاصة أنها ستكون الأقرب لمنطقة تواجد صناع القرار.

الأسيوطى: من الطبيعى القيام بها حسب حاجة السوق.. ولكن تشغيل «العاصمة» سيقلل الطلب عليها

من جانبه قال مايكل الأسيوطى، مؤسس شركة «إف إس جى» للتطوير العقارى، إنه من الطبيعى أن تعمل شركات التطوير العقارى على تنفيذ مشروعات حسب حاجة وطلب السوق، مشيرا إلى منطقة شرق القاهرة مازالت تتمتع بوجود طلب كبير على الوحدات التجارية والإدارية وحتى السكنية.

وأضاف الأسيوطى فى تصريحات لـ«المال» إلى أن هذه الظاهرة ربما تتراجع مع البدء فى تشغيل العاصمة الإدارية الجديدة، خاصة أنها تشهد إقامة العديد من المشروعات التجارية والإدارية العملاقة، مؤكدا أن العاصمة الإدارية نجحت منذ انطلاق العمل بها فى جذب عدد كبير من المستثمرين نظرا لما تمتلكه من مستقبل واعد.

واعتبر مؤسس «إف إس جى» أن ما تتمتع به العاصمة من تكنولوجيا حديثة تم استخدامها فى عمليات البناء وإدارة المشروعات علاوة على تنوع المنتج المقدم، والتخطيط الجيد خاصة فى تنفيذ الطرق الداخلية، ومساحة المدينة نفسها والتى تفوق القاهرة الجديدة بثلاثة أضعاف، كلها أسباب جعلت من العاصمة مقصدا مهما للمستثمرين.

يشار إلى أن «إف إس جى» تملك 4 مولات يتم تأسيسها فى الفترة الحالية بالعاصمة الإدارية الجديدة، منها «بلو، وسيفنتى، وريكسوز، وجاسمين» ويعد الأخير ضمن ملحقات مشروع فلوريا.

«جيه إل إل»:تسليم 95 ألف متر مساحات إدارية بالربع الثالث من 2022 فى التجمع.. ومتوقع إضافة 38 ألفا

ووفقا لتقرير صادر عن مكتب «جيه إل إل مصر»، فإن الربع الثالث من العام الجارى شهد ارتفاعا فى متوسط إيجارات المساحات الإدارية فى العاصمة بنسبة %5 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى مسجلا نحو 347 دولارا أمريكيا للمتر المربع سنويا.

وأكد التقرير ارتفاع نسبة المساحات الادارية الشاغرة فى القاهرة الجديدة إلى %10، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ما يمثل زيادة طفيفة عن الربع الثالث من عام 2021 والذى بلغت فيه نسبة المساحات الادارية الشاغرة %8، نتيجة ارتفاع عدد المشروعات المنفذة.

وأوضح أنه تم تسليم نحو 95000 متر مربع من المساحات الإدارية فى الربع الثالث من عام 2022، ليرتفع إجمالى المعروض منها فى القاهرة الجديدة، إلى نحو 1.9 مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يشهد الربع الأخير من العام إنجاز نحو 38000 إضافية.