زيادة تكاليف المواد الخام تضغط على هوامش ربحية «جهينة» خلال الربع الثالث من 2022

قالت وحدات تحليل مالى ببنوك استثمار محلية، إن زيادات الأسعار التى شهدتها المواد الخام الفترة الأخيرة، ضغطت على هوامش ربحية شركة «جهينة للصناعات الغذائية»

Ad

قالت وحدات تحليل مالى ببنوك استثمار محلية، إن زيادات الأسعار التى شهدتها المواد الخام الفترة الأخيرة، ضغطت على هوامش ربحية شركة «جهينة للصناعات الغذائية»، خلال الربع الثالث من العام الجارى، مشيرة إلى أن زيادة الأسعار التى أقرتها الشركة خلال تلك الفترة لم تعوض تلك التراجعات.

وحققت «جهينة للصناعات الغذائية» أرباحًا مجمعة عن الربع الثالث من 2022 بقيمة 155 مليون جنيه، مقابل 173.5 مليون فى الفترة المماثلة من العام الماضى، بتراجع %11 على أساس سنوى، فيما ارتفعت الإيرادات لتصل إلى 2.9 مليار جنيه مقارنة مع 2.4 مليار.

ووفقًا لتقديرات بنوك الاستثمار، فقد سجل هامش الربح تراجعًا، إذ بلغ 22.3% خلال الفترة من يوليو وحتى نهاية سبتمبر المنقضى.

بداية، قالت وحدة بحوث شركة «نعيم القابضة»، إن هامش الربح الإجمالى البالغ %22.3 عن الربع الثالث من 2022، بنتائج أعمال شركة «جهينة للصناعات الغذائية»، جاء أقل من تقديراتها، بتراجع 5.2 نقطة مئوية بشكل ربع سنوى، و4.4 نقطة مئوية سنويًا، متأثرًا بارتفاع تكلفة المواد الخام، خاصة أن زيادة الأسعار طُبقت فقط بالقرب من نهاية الربع.

وأوضحت أن شركة «جهينة للصناعات الغذائية» حققت خلال الربع الثالث من العام الجارى، أداء قوى، بتمكنها من الحفاظ على معدل تشغيل الأرباح بشكل كبير بدعم من ارتفاع أحجام المبيعات والتراجع الحاد فى النفقات العامة والإدارية على أساس ربع سنوى.

وأشارت إلى أن صافى الربح بلغ 155 مليون جنيه خلال الربع الثالث من العام الجارى، بتراجع %11 سنويًا وعلى أساس ربع سنوي؛ وهو ما جاء أقل من توقعاتها التى بلغت 171 مليون جنيه، ولكن أعلى من تقديرات السوق بقيمة 124 مليون جنيه.

وأوضحت «نعيم القابضة» أن إجمالى الإيرادات سجل 2.9 مليار جنيه، بنمو %8.5 على أساس ربع سنوى و%23 على أساس سنوى، بما تفوق على تقديراتها البالغة 2.85 مليار جنيه وتقديرات السوق عند 2.6 مليار.

وأضافت أن الإيرادات توزعت بين القطاعات، إذ بلغت مبيعات قطاع الألبان 1.59 مليار جنيه، بنمو ربع سنوى %24 و%34 سنويًا، بدعم زيادة الأحجام المبيعة على أساس ربع سنوى، وارتفاع الأسعار بواقع %20 سنويًا خلال الشهور التسعة الأولى من 2022.

وتابعت أن شركة جهينة قامت برفع أسعار منتجات الألبان بواقع %4 فى الربع الثالث من 2022 فقط.

ولفتت إلى أن إيرادات الزبادى بلغت 668 مليون جنيه، بتراجع ربع سنوى %23 نتيجة لتراجع الأحجام، ولكن بارتفاع %10 سنويًا بدعم ارتفاع الأسعار بواقع %3 خلال الربع الثالث فقط.

ونوهت «نعيم القابضة» بأن إيرادات العصير سجلت 575 مليون جنيه بالفترة من يوليو وحتى سبتمبر الماضى، بنمو %24 على أساس ربع سنوى نتيجة ارتفاع الأحجام بسبب التأثيرات الموسمية و%12 سنويًا بدعم من ارتفاع الأسعار بنحو %4 فى الربع الثالث من 2022.

أما عن إيرادات المركزات والمنتجات الزراعية فأكدت بحوث «نعيم» أنها بلغت 114 مليون جنيه خلال الفترة المذكورة، بنمو %39 ربع سنويًا و%90 سنويًا.

وبلغت إيرادات العمل لدى الغير 45 مليون جنيه، بتراجع ربع سنوى %25 و%33 سنويًا، بالإضافة إلى ذلك، تراجع الدين المُجمع لشركة جهينة للصناعات الغذائية بما فى ذلك التزامات التأجير بنحو %2 على أساس ربع سنوى إلى 626 مليون جنيه، ولكن مع ارتفاع رأس المال العامل ربع سنوى بواقع 204 ملايين جنيه، إلى 817 مليونا نتيجة لزيادة فى أيام المخزون.

وعلى صعيد آخر، قالت بحوث «الأهلى فاروس»، إن شركة «جهينة للصناعات الغذائية» واصلت تحقيق مستويات جيدة لإجمالى الإيرادات، حيث بلغت إيراداتها 2.9 مليار جنيه فى الربع الثالث 2022 مقارنة مع 2.4 مليار فى الفترة المماثلة من العام الماضى.

وأرجعت الانخفاض هوامش الربحية نتيجة ارتفاع الأسعار الذى ضرب السلع العالمية ومواد التغليف، فضلا عن تعطل سلاسل الإمداد العالمية، وانخفاض قيمة الجنيه، مع العلم أن زيادات الأسعار التى طبقتها الشركة تدريجيًا حتى نهاية الفترة لم تعوض ارتفاع التكاليف.

وأوضحت «الأهلى فاروس»، أن أداء الشركة لا يزال يتسم بالمرونة عند الحديث عن المبيعات وحصتها السوقية، لكن ارتفاع التكاليف والمصروفات كان له تأثير سلبى على الهوامش الربحية خلال الربع.

وتوقعت أن تخفف زيادة الأسعار القادمة من جانب الشركة، الضغط على الهوامش.

ورجحت «الأهلى فاروس»، أن تعود «جهينة» لمستويات هوامشها التاريخية مرة أخرى، بعد رفع قيود الاستيراد، وهدوء أسعار السلع الأساسية، وتوافر مواد التغليف، كما أنه مع الوقت سيتأقلم المستهلك مع الزيادات التدريجية فى الأسعار.

وأوضحت «الأهلى فاروس»، أنه على صعيد التسعة أشهر الأولى، ارتفعت الإيرادات %25.1 سنويًا إلى 8.1 مليار جنيه، مقارنة مع 6.5 مليار جنيه الفترة المناظرة من 2021.

وأضافت «الأهلى فاروس»، أن ما دعم الارتفاع السنوى، هو زيادة الأحجام على مستوى قطاعى العصائر والألبان، فضلا عن زيادة الأسعار المطبقة على القطاعات الرئيسية التى بلغت كمتوسط %20 سنويًا خلال التسعة أشهر الماضية.

وساهمت جميع القطاعات تقريبًا فى القفزة المحققة على مستوى الإيرادات، فساهم قطاع الألبان فى الإيرادات الربعية بنسبة %53.2، بقيمة 1.593 مليار جنيه مقارنة مع 1.188 مليار جنيه فى الربع الثالث و1.284 مليار جنيه فى الربع الثانى (+%34 سنويًا، و+%24.1 ربعيًا).

وأوضحت أن قطاع الألبان هو المساهم الأكبر فى الإيرادات الإجمالية بنسبة %51خلال التسعة أشهر الأولى، إذ حقق مبيعات بقيمة 4.1 مليار جنيه، بارتفاع %33.9 سنويًا، ومساهمة فى المبيعات نسبتها %51.

وأشارت إلى أن «جهينة» تمكنت من رفع حصتها السوقية لبيع الحليب السادة بنسبة %5 سنويًا إلى %63 فى المجمل، بينما انخفضت حصتها من منتجات الألبان المضاف لها نكهات بنحو %1 على أساس سنوى.

وفى التسعة أشهر الأولى، سجلت مبيعات الزبادى 2.1 مليون جنيه، مقابل 1.8 جنيه فى الفترة المقارنة من العام الماضى بنمو %15.6 سنويًا، وفى هذا القطاع قفزت حصة الشركة السوقية بنحو %1 سنويًا إلى %31 فى المجمل، بينما ماتزال حصتها من مشروبات الزبادى عند ذات المستوى سنويًا %50.

وبالنسبة لقطاع العصائر، فقد ارتفعت إيراداته فى التسعة أشهر الأولى بنسبة %17.1 سنويًا إلى 1.4 مليار جنيه خلال الفترة، مقارنة مع 1.2 مليار جنيه فى نفس الفترة من 2021، وفى هذا السياق ارتفعت حصة نشاط العصائر السوقية بنسبة %1 سنويًا إلى %26.

ونوهت بأن إيرادات قطاع المركزات ارتفعت بنسبة %51.7 على أساس سنوى لتصل إلى 261 مليون جنيه فى أول تسعة أشهر، فيما انخفضت إيرادات التوزيع بنحو %1.9 سنويًا إلى 179 مليون جنيه.

وأشارت بشكل عام إلى أن ارتفاع المصروفات عادة ما يؤثر بالسلب على الهوامش، والمخصصات تضيف مزيدًا من الضغط على صافى الدخل.

وعلى جانب آخر، قالت بحوث شركة «بلتون المالية القابضة»، إن أرباح «جهينة للصناعات الغذائية» قبل خصم الضرائب والفوائد، انخفضت خلال الربع الثالث من العام الجارى بنحو %6 لتصل إلى 228 مليون جنيه مقارنة مع 242 مليون جنيه بالفترة المماثلة.

كما ارتفعت النفقات العمومية والإدارية والمصاريف الأخرى، نتيجة استمرار الإنفاق التسويقى لدعم إطلاق الزبادى اليونانى الجديد، إلى جانب زيادة المخصصات.

ووفقًا للقوائم المالية المجمعة عن الربع الثالث من العام الجارى 2022، فقد ارتفعت مصروفات البيع والتسويق لتصل إلى 360 مليون جنيه، والمصروفات العمومية والإدارية عند 67.3 مليون جنيه، كما زادت المصروفات الأخرى وسجلت 58 مليون جنيه.

وتعتبر «جهينة » واحدة من أكبر الشركات المقيدة فى البورصة المصرية العاملة بالمجال الغذائى، وكانت قد ترددت أنباء فى السوق المحلية مؤخرًا عن تلقى الشركة عروض شراء مقدمة على أسهمها من جانب مجموعة من الكيانات الخارجية.

وردت «جهينة» فى إفصاح رسمى للبورصة المصرية بمنتصف ديسمبر الجارى، لتنفى تلقيها أيا من تلك العروض الرسمية.

وعلى صعيد القوائم المستقلة للشركة فى فترة أول 9 شهور من العام الجارى، فقد تحولت «جهينة» إلى الأرباح بواقع 81.15 مليون جنيه، مقابل خسائر بقيمة 3.07 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من 2021.

وبشكل عام فإن الكيانات العاملة بالمجال الغذائى فى السوق المحلية تواجه خلال الفترات الأخيرة مجموعة من الضغوط تتعلق بالزيادات الكبيرة فى أسعار مدخلات الإنتاج التى يتم تدبيرها من الخارج مما دفع بعض الكيانات لإجراء زيادة سعرية على منتجاتها.

وتسعى العديد من الشركات العاملة بمجال التصنيع فى مصر، لزيادة صادراتها خلال الوقت الراهن بدفع مجموعة من العوامل من بينها الاستفادة من سعر العملة الصعبة المرتفع، إلى جانب الرغبة فى تدبير سيولة دولارية لتغطية تكاليف استيراد المواد الخام اللازمة للإنتاج إلى جانب الهيمنة على المصروفات كمحاولة لتحقيق أرباح بعيدًا عن كافة تلك الضغوط المتزايدة.

وكان من أبرز الأزمات التى تواجهها الشركات العاملة بمجال تصنيع الألبان والعصائر نقص وزيادة أسعار بعض الزيوت كزيت النخيل المستخدم فى صناعة الأجبان على سبيل المثال، إلى جانب الزيادة الكبيرة فى أسعار مواد التعبئة والتغليف.