أعلنت الهيئة الوطنية الصينية للإحصاءNBSأن قطاع العقارات والإنشاءات فى الصين انكمش بحوالى %1.6 خلال الربع الثالث من العام الجارى لأول مرة منذ ظهور وباء «كورونا» فى أواخر عام 2019 بمدينة ووهان، وحتى الآن.
وجاء فى تقرير هيئةNBSالصادر هذا الأسبوع أن الإنتاج الصناعى، ولاسيما المرتبط بتصنيع معدات البناء والإنشاءات، تباطأ خلال الربع الماضى بأكثر من %4.6، انخفاضا من %9.2 فى الربع الثانى، وذلك بسبب أزمة الطاقة المستمرة التى تعانى منها عدة دول فى أوروبا وآسيا، وخصوصا الصين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت وكالة بلومبرج أن انكماش قطاع العقارات والإنشاءات الذى يشكل أحد الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الصينىأدى إلى هبوط الناتج المحلى الإجمالى إلى %4.9 خلال الربع الماضى بالمقارنة مع %7.9 خلال الربع الثانى من العام الجارى، مع تزايد أزمة الوقود وارتفاع أسعار البترول والفحم والغاز الطبيعى على مستوى العالم.

وهبط إنتاج الفحم الخام فى الصين %0.9 الشهر الماضى لينزل إلى330 مليون طن، بالمقارنة بنفس الشهر من عام 2020، كما تراجع حجم الإنتاج %1.8 عن نفس الشهر من عام ما قبل الوباء، مما جعل حكومة بكين تستورد32.88 مليون طن من الفحم في سبتمبر، بزيادة %76 على أساس سنوي.
وجاء تقرير هيئةNBSبعد يوم من إعلان تباطؤ نمو الاقتصاد الصينى - ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة - خلال الربع الثالث من العام الحالى بأقل من التوقعات، بسبب أزمة الطاقة وتشدد القواعد التنظيمة التى تمارسها حكومة بكين منذ بداية العامعلى معظم الشركات وعلى قطاع العقارات المتعثر وعدم منح قروض بسهولة لهذا القطاع.
ومع ذلكأظهرت بيانات الهيئة أن استثمار الصين في مجال التطوير العقاري حافظ على توسع مطرد خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مع ارتفاعه فى هذه الفترة بنسبة %8.8 مقارنة بنفس الشهور من العام الماضى ليصل إلى ما يقرب من 11.26 تريليون يوان (حوالي 1.75 تريليون دولار).
وأكدت هذه البيانات أن الاستثمار العقاري ارتفع بأكثر من%14.9مقارنة بالفترة نفسها من عام ما قبل الوباء كما صعدالاستثمار في المباني السكنية بنسبة %10.9 على أساس سنوي ليبلغ 8.49 تريليون يوان خلال التسعة شهور الماضية منذ بداية يناير حتى نهاية سبتمبر.
وانخفض أيضا إنتاج صناعة الإنشاءات خلال الربع الماضى بأكثر من %1.8 فى أول هبوط منذ الربع الأول من العام الماضى كما جاء فى تقرير هيئةNBSالذى أشار أيضا إلى أن قطاع الإنشاءات الصينى وحده لم يتعرض لأى انكماش منذ عام 1992 على الأقل عندما بدأت الهيئة تجميع بيانات قطاع جميع صناعات العقارات.
وانكمش القطاع العقارى الصينى مع تفاقم أزمة ديون إيفرجراند ثانى أكبر شركة عقارية فى الصين من حيث المبيعات والأكثر مديونية عالميا بسبب نقص السيولة التى نجمت عن ديون تراكمت لتتجاوز 305 مليارات دولار والتى ظهرت بوادرها منذ بداية عام الوياء وتخلفها عن سداد الأقساط والفوائد بسبب نقص السيولة مع استعادة ملايين العملاء مقدمات حجوزات مدفوعة للشركة لانعدام ثقة المستهلكين لدرجة أنها اضطرت لرهن بعض ممتلكاتها ومعداتها لتوفير بعض السيولة لسداد جزء من قروض البنوك.
وتراجعت أيضا مبيعات أكبر 100 شركة تطوير عقارى صينية بأكثر من %36 فى سبتمبر الماضى بالمقارنة بنفس الشهر من عام الوباء وذلك بسبب انخفاض تمويلات حكومة بكين لأعمال البناء والإنشاءات العقارية مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوحدات السكنية والتجارية بحوالى 16 و%22 خلال الربع الماضى.

